تحريض وابتزاز

  • 7/10/2020
  • 00:43
  • 38
  • 0
  • 0
news-picture

التحريض والابتزاز يتعرض لهما اللاعب دائمًا قبل انتهاء عقده بفترة طويلة كانت أم قصيرة، المحرض والمبتز يمارسانهما بشكل نفسي لا يمكن إدانتهما بهما، إضافةً إلى الحديث الإعلامي عن اللاعب الذي طالما ما أثّر على معنوياته، لن تكون هناك محاسبة للمذنبين سوى محاسبة ذاتية، ومن يفتقد للأخلاقيات الإنسانية سيمارس هذه الجرائم النفسية دون تأنيب للضمير.- رامون كالديرون رئيس ريال مدريد الإسباني الأسبق والذي صرّح بأحد مؤتمراته الانتخابية بتصريح مبطّن كتحريض، عندما قال: «في حال فوزي برئاسة النادي سأجلب ريكاردو كاكا وكرستيانو رونالدو وأرين روبين كهدية لجماهير ريال مدريد»، هذا التصريح جعل ذهن كرستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد آنذاك منشغلاً ومهووسًا بالنادي الملكي، شعر السير اليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد بالإهانة إزاء هذا التصريح، انطلق السير للبرتغال لمقابلة لاعبه الشاب عندما أصبح احتمال خروجه أمرًا مرجحًا، قال فيرغسون لرونالدو «لا تستطيع الذهاب لريال مدريد، أفضّل إطلاق النار عليك بدلاً من بيعك، وأن سبب رفضي هو رامون كالديرون، أن قمت ببيعك سأفقد شرفي كله، سأفقد كل شيء، لا يمكنني قيادة النادي بعد ذلك، عليك معرفة إنني لن أبيعك مهما كلف الأمر»، الحرقة التي شعر بها السير سببها ذلك التصريح المبطن بالتحريض من رامون كالديرون، تم بيع كرستيانو رونالدو فور تسلم فلورنتينو بيريز رئاسة النادي الملكي، ربما السير لم ينجح ببقاء رونالدو، لكنه نجح ببيعه بعد انتهاء فترة كالديرون الرئاسية، رونالدو ومانشستر يونايتد كانا ضحية تحريض.- اللاعب أحمد الفريدي كان أحد ضحايا الابتزاز النفسي عند دخوله فترة الأشهر الستة مع ناديه الهلال، بعد رفض الفريدي للعقد الهلالي وتقديم عروض له أعلى من أندية أخرى، تم عزل أحمد الفريدي عن الفريق الأزرق وتواجده بالتمارين الانفرادية حتى انتهاء عقده مع الهلال، بالرغم من الجودة الفنية التي كان يتمتع بها اللاعب واحتياج ناديه له. أخيرًا وقع الفريدي عقد انتقاله إلى الاتحاد بعد ذلك، لا يمكن أبدًا إدانة الهلال قانونيًا بسوء التعامل.- الموقف الذي مر به لاعب النصر خالد الغامدي مع ناديه كان غريبًا جدًا حسب تصريحه، الغامدي تبقى له بضعة أشهر مع النادي الأصفر ولم تكن الإدارة ترغب ببقائه مما جعلها تستمع للعروض المقدمة لإعارة اللاعب في الفترة الشتوية حتى نهاية الموسم، الغامدي لم يوافق على إعارته بل طلب فسخ العقد أولاً ما دام النادي لا يرغب به، قال الغامدي: «أردت إجراء مخالصة مالية في حالة عدم رغبتهم في خدماتي، وطلب المدير التنفيذي أحمد البريكي التنازل عن جزء من مستحقاتي، وتعامله كان استفزازيا ورغب في إهانتي»، أمر مؤسف أن تتحول العلاقة إلى هذه الدرجة من القسوة دون حماية قانونية.- الإعلام الأهلاوي هذه الأيام يشتكي من تحريض تعرض له لاعبهم عبدالفتاح عسيري حتى يترك النادي، وصفوا هذا التحريض بالكارثة الأخلاقية، وهم من باركوا صفقة محمد العويس وسعيد المولد في الماضي القريب..!- القانون أحيانًا لا يحمي المؤسسات وأفرادها لحفظ حقوقهم كاملة، لكن التعامل الإخلاقي بينهم يحمي جميع الأطراف، هذا ما تفتقده المؤسسات وأفرادها في تعاملاتهم، مما شجع ضعاف النفوس على تجاوزاتهم.< Previous PageNext Page >

مشاركة :