مصدر الصورةSocial media soaud chamari "إذا كانت التفجيرات وراءها ناس حلوين مثلكم فلا توقفوها من فضلكم". هكذا وصفت الناشطة السعودية سعاد الشمري سلسلة الحوادث والانفجارات التي شهدتها منشآت إيرانية الشهر الماضي لينطلق بعدها نقاش محتدم حول الإطلالات المتكررة لمؤثرين وصحفيين سعوديين عبر القنوات الإسرائيلية. فقد جاءت تصريحات الشمري في مقابلة تلفزيونية مع الصحفي الإسرائيلي "روعي كيس" عبر قناة "كان" العبرية، ودعت فيها إلى "تكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري مع تل أبيب". وأضافت الناشطة السعودية قائلة: "إسرائيل ليست عدوتنا، إيران مثلا عدوتنا".مغردون: إلى أين يمضي قطار التطبيع؟ قوبلت تصريحات الشمري بانتقادات واسعة، ورافضة لدعوات التطبيع المتكررة مع إسرائيل. فقد طالب مغردون عرب بمحاسبة الشمري على تصريحاتها وإيقاف "قافلة التطبيع التي بات يقودها في الآونة الأخيرة إعلاميون ونشطاء مغمورون"، على حد وصفهم. كما هرع نشطاء سعوديون إلى استخدام وسم #سعوديون_ضد_التطبيع الذي دشنته الصفحة الرسمية لمجموعة تقول إنها "مستقلة وتعمل على نشر صوت السعوديين والسعوديات الرافضين للتطبيع وكل محاولات تبريره أو التمهيد له". وأكد المتفاعلون مع الوسم على موقفهم الثابت من القضية الفلسطينية ورفض كل محاولات التطبيع كما وصفوا من يهاجمون الفلسطينيين بـ"المتصهينين". وأشار هؤلاء إلى أن "خلاف دولتهم مع إيران لا يبرر تقارب البعض مع تل أبيب".احتفاء وتبرير مقابل ذلك الاستنكار والغضب، احتفت صفحة "إسرائيل بالعربي"، التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، بتصريحات الناشطة السعودية. وبدورها، أشادت القناة الإسرائيلية بالمقابلة وبالشمري، محذرة من الهجوم والانتقادات التي ستطالها بعيد اللقاء. علاوة على ذلك، دافع بعض المعلقين السعوديين عن حق سعاد الشمري في التعبير عن رأيها بكل حرية واتهموا "المؤيدين لإيران وحلفائها" بشن حملة ضد الشمري وبتضخيم الأمر للنيل من المملكة. وأكد هؤلاء على تـأييدهم لكل خطوة من شأنها حماية مصالح بلادهم وأمنها ممن سموه بـ"الخطر الإيراني".زواج مصلحة أم تهديد؟ وتوقع نشطاء أن مداخلة الشمري جرت بموافقة رسمية، خاصة أنها ليست الأولى من نوعها. ويرى نشطاء أن تصريحات الشمري وغيرها من النشطاء العرب ممن أبدوا استعداهم للتعاون مع إسرائيل، كشفت "الانحدار المدوي لموقف بعض الأنظمة العربية من القضية الفلسطينية وسعيها الحثيث للتطبيع بهدف تحقيق جملة من المصالح الضيقة"، حسب تعبيرهم. وانبرى مغردون آخرون يرصدون أوجه التطبيع الرسمي مع إسرائيل، فذكروا بما وصفوه بالتطبيع الثقافي، الذي يرون أن بعض القنوات العربية روجت له خلال شهر رمضان من خلال مسلسلات قالوا إنها تزور التاريخ وتبث ثقافة جديدة عنوانها كراهية الفلسطيني مقابل تلميع صورة الإسرائيلي"، وفق تعبيرهم. وفي السياق ذاته، يحذر مغردون من تبعات تلك القرارات على الأمن العربي، قائلين إن "هرولة البعض للتطبيع مردها اعتقادهم الخاطئ بأنها ستضمن لهم الحماية الأمريكية والإسرائيلية من شعوبهم المنتفضة ضدهم بسبب سياسات القمع والفساد ". من جهة أخرى، يرى آخرون أفضلية لـ"علانية التطبيع" بدلا من "خيانة بعض الدول الأخرى التي تطبع في السر وتتاجر جهرا بالقضية الفلسطينية وثم توجه أصابع النقد للسعودية وحلفائها"، على حد قولهم. وفي هذا الإطار، تداول البعض تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش. في المقابل، استبعد مغردون احتمالية "انضمام السلطات لقطار التطبيع، وفندوا ما يتردد على لسان البعض بأن الرياض تشجع مواطنيها على المشاركة في حوارات صحفية مع وسائل إعلام إسرائيلية". واستدلوا بما حدث مع الناشط السعودي حميد محمد غبين، المعروف بدعواته إلى التطبيع مع إسرائيل ومهاجمته للفلسطينيين. فقد شاعت أنباء أن السلطات السعودية جردته من الجنسية بسبب نشاطه التطبيعي، فيما كشفت هيئة الأحوال المدنية أنه ليس سعوديا وحصل على وثائق الهوية بطريقة غير مشروعة. رسميا، لا توجد علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت زيارة إعلاميين سعوديين إلى إسرائيل فيما بدا آخرون كمنظرين لفكرة التقارب مع إسرائيل.ليست أول مرة هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الشمري الجدل بسبب مشاركتها في أحاديث صحفية مع القنوات الإسرائيلية. فقد سبق أن ظهرت في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية في أغسطس/آب من عام 2019 وأعربت عن رغبتها بزيارة إسرائيل. وتعد الشمري من أبرز الناشطات اللاتي طالبن برفع الوصاية عن المرأة السعودية. وكانت قد أسست مع الناشط السعودي رائف بدوي موقع شبكة الليبرالية السعودية الحرّة"، التي تنتقد دور الهيئة الدينية في المملكة السعودية، وخرجت من السجن بعد عام واحد على اعتقالها، فيما بقي بدوي يقضي عقوبته التي امتدت إلى عشر سنوات. وفي الوقت الذي يدعو فيه البعض إلى تجاهل تصريحات الشمري، واصفين مداخلتها بالشكلية، يستحضر مغردون آخرون مقولة للشاعر الفلسطيني غسان كنفاني مفادها أن "الجلوس مع العدو حتى في استديو تلفزيوني، هو خطأ أساسي في المعركة، وكذلك فإنه من الخطأ اعتبار هذه المسألة مسألة شكلية".
مشاركة :