فنانة سعودية تدعو إلى تحرير الرسم العربي من عقدة العيب | حجاج سلامة | صحيفة العرب

  • 7/11/2020
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

تجمع الفنانة التشكيلية السعودية خديجة توفيق حسن مقدم بين فن الرسم والتأليف القصصي، الأمر الذي يجعل أفكارها سواء التي ترسمها بالفرشاة على القماشة البيضاء أو تلك التي تخطها بين دفتي كتاب مجنحة وطائرة متحرّرة من “عقدة العيب والتقاليد” حيث تعتبر أن هذه العقدة مكبّلَة لعملية الخلق الإبداعي. الرياض – قالت الفنانة التشكيلية السعودية خديجة توفيق حسن مقدم، إن الفنانات التشكيليات العربيات يرسمن بعفوية ويظهرن مشاعرهنّ بدقة وصدق في أعمالهنّ الفنية، مشدّدة على أن “الفن ليس له جنس” وأنه لا يوجد ما يمكن أن يطلق عليه فن ذكوري أو فن نسوي، مطالبة بتحرّر الحركة التشكيلية العربية من “عقدة العيب والتقاليد”. وتؤكّد خديجة أن الفنانات التشكيليات يتميّزن باهتمامهنّ بأدواتهنّ الفنية، وبالألوان أكثر من الفنانين الرجال، وهي أمور من طبيعة المرأة. ورأت أن الفنانين التشكيليين الرجال يتفردون برسم التفاصيل الدقيقة في أعمالهم الفنية خاصة حينما يرسمون المرأة، أو عند تجسيد المنازل والشوارع بأعمالهم. وحول رؤيتها لحاضر ومستقبل الحركة التشكيلية العربية، قالت مقدم إن حاضر الحركة التشكيلية العربية بدأ يشق طريقه نحو النجاح، وأن ذلك يرجع إلى حالة الاندماج والتواصل بين التشكيليين العرب بمختلف مدارسهم وبلدانهم. وأضافت أن الحركة التشكيلية العربية ستكون أكثر قربا من الحركة التشكيلية العالمية، إذا تحرّرت من “عقدة العيب والتقاليد”، فالفنان في بلدان أوروبا والولايات المتحدة، يرسم ما يحسّ به دون خوف أو قيد أو شرط. وأشارت إلى أن العالم العربي يملك بالفعل الكثير من الفنانين العالميين، قائلة “نعم، لدينا فنانون عالميون ينتمون لمصر ولبنان والمغرب العربي والسعودية التي منها الفنان عبدالحميد البقشي والفنانة صفية بن زقر، ومن مصر الفنان حليم وغيرهم”. لكنها مع ذلك لا تنكر أن تلك الفئة من الفنانين العالميين العرب أقامت معارضها خارج بلدانها، لافتة إلى أن الفنان التشكيلي العربي يعاني من عدم الاهتمام، وأنه يحتاج للتعلم المستمر كالطبيب، ليكون على اطّلاع مستمر على مستجدات الفن ومدارسه. وأشارت إلى أنه من الصعوبة بمكان أن يستطيع الفنان التشكيلي في المجتمعات العربية، أن يوفّر احتياجاته من الأدوات التي يحتاجها لممارسة فنه، أو احتياجات أسرته اليومية من عوائد ممارسته للفن التشكيلي، موضحة أن مشاهير الفنانين فقط هم من يمكنهم الاعتماد على عائد بيع أعمالهم الفنية في توفير مستلزمات واحتياجات حياتهم. وحول موضوعات ومفردات لوحاتها، قالت خديجة إنها تستلهم موضوعاتها من التراث، وإن من مفرداتها التشكيلية البحر والخيل اللذان يجسّدان لديها رمزا للحرية والجموح نحو عوالم أرحب، وأنها ترسم المرأة من زاوية ونظرة خاصة، كما ترسم الرجل إذا أحبت شخصيته. وتستند خديجة توفيق حسن مقدم في بعض لوحاتها إلى أجواء تعبيرية مبنية على الخطوط المتشابكة والمتداخلة مع الألوان الداكنة، لتحقّق عنصر الفراغ من خلال توزيع وتنظيم الألوان وكثافتها لتعبّر عن جمالية الرداء التراثي الخليجي. يذكر أن الفنانة التشكيلية السعودية، خديجة حسن كانت قد درست الجغرافيا والتاريخ في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وحصلت على درجة الماجستير في الفنون من كلية سيتي آند غيلدز من لندن، وهي عضوة بجمعية الفنانين البريطانيين، وجمعية الثقافة والفنون بالمملكة العربية السعودية، وغيرها من الروابط والمجموعات التشكيلية. وأقامت خديجة حسن بعض المعارض الفنية الشخصية داخل السعودية، بجانب المشاركة بمعارض في سويسرا، ولندن، والبحرين، واليمن، واليونان، ومصر وفرنسا. وتعدّ الفنانة خديجة توفيق حسن مقدم كاتبة وقاصة ولها مجموعات قصصية، بجانب كتاب حول العادات والتقاليد في المملكة العربية السعودية.

مشاركة :