بغداد - قالت الفنانة التشكيلية العراقية عبير العيداني، إن الحركة التشكيلية العربية تسير ببطء بسبب غياب الدعم الذي يحتاجه الفنان العربي. وحذّرت العيداني من مخاطر استمرار حالة البطء التي يعاني منها المشهد التشكيلي العربي، والتي قد تؤدّي إلى جمود في المشهد، وعدم تطوّر الفنون التشكيلية العربية، جراء معاناة التشكيليين العرب من غياب الدعم الموجه لهم من قبل المؤسسات المعنية برعاية الفنون. وأضافت أن أغلب الفنانين الشباب يحاولون نقل التجربة الغربية في الفنون التشكيلية، ولا يطلقون العنان لأفكارهم من أجل خلق تجربتهم الخاصة. وحول رؤيتها لمدى قرب الحركة التشكيلية العربية من الحركة التشكيلية العالمية، قالت العيداني إنه في ظل التطوّر المتصاعد في شتى المجالات بالعالم أجمع، وخاصة في وسائل التواصل بين الشعوب والثقافات، أصبح كل فنان باستطاعته أن يطلع على التجارب الفنية الغربية، وأن يمتلك أدواته الفنية بشكل جيد، وأن يكون قريبا من الحركة التشكيلية العالمية. وحول وجود فنانين عرب اكتسبوا صفة العالمية، أكّدت على أن هناك بالفعل فنانين تشكيليين عربا عالميين، وأن هناك فنانين وفنانات عربيات لامسوا بأعمالهم المجتمع الغربي، وتركوا أثرا لدى المتذوق الغربي، لافتة إلى أن أسماء هؤلاء الفنانين والفنانات لمعت عالميا، واكتسبت أعمالهم الكثير من الشهرة، وباتت تعرض إبداعاتهم في متاحف ومعارض عالمية. أما عن المشكلات التي يواجهها الفنان التشكيلي العربي واختلاف المعاناة ما بين الرجل والمرأة، قالت “الفنان التشكيلي العربي بحاجة إلى الدعم من أجل أن تستمر مسيرته الإبداعية، وأنا أعتقد أن اقتناء أعمال أي فنان هو بمثابة دعم نفسي ومعنوي له بجانب الدعم المادي الذي يمنح الفنان القدرة على الاستمرار”. وأضافت “إن حل تلك المشكلة يكمن في قيام المؤسسات الحكومية والخاصة باقتناء أعمال التشكيليين العرب من أجل دعم الحركة الفنية في كل بلد عربي”. أغلب الفنانين يحاولون نقل التجربة الغربية في الرسم، ولا يطلقون العنان لأفكارهم من أجل خلق تجربتهم الخاصة ورأت الفنانة العراقية أن معاناة الفنانات العربيات تزداد عن الفنانين الرجال بحكم ما عليهن من مسؤوليات منزلية، وما تعانينه من قيود مجتمعية، وعادات وتقاليد موروثة مقيّدة لحريتهن في الإبداع ببعض المجتمعات. وحول إمكانية أن يعيش الفنان التشكيلي العربي من نتاج فنه، رأت العيداني أنه في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها العالم بأسره، بات من الصعب على الفنان العربي أن يعيش من نتاج فنه، وذلك بسبب ندرة اقتناء الأعمال الفنية في العالم العربي. وحول رؤيتها لما يُثار حول وجود فن نسوي وآخر ذكوري، قالت العيداني إنها لا تفضل مفهوم الفن الرجالي والفن النسائي، ولكنها تؤمن بأن الأعمال الفنية تتنوّع بتنوّع مبدعيها، “حيث نجد الخطوط القوية والجرأة في لوحات الفنانين الرجال، بينما نلتمس الرقة والخطوط السلسة والألوان الحالمة في أعمال الفنانات النساء”. وأشارت إلى أن المرأة استطاعت أن تأخذ دورها في الحركة التشكيلية العربية، كفنانة متمكنة من أدواتها، وبرزت في بعض الأعمال بجانب الإبداع التشكيلي، مُضيفة “فنجدها متميزة دائما في تنظيم مهرجانات الفن”، مُشدّدة على أن المرأة مبدعة بالفطرة وتتمتع بروح تنافسية. وحول موضوعات أعمالها الفنية، قالت “لكل فنان مصدر إلهام ومصدر إلهامي هو العراق”، مُضيفة أنها متأثرة في كل أعمالها بطبيعة العراق الخاصة وتراثه وآثاره، وأنها تسعى من خلال أعمالها التشكيلية لنقل فن وطنها للناس في كل مكان. وأشارت إلى وجود الرجل بأعمالها بجانب المرأة، لكون كل منهما مكملا للآخر، لكنها لفتت إلى أن للمرأة حضورا خاصا في لوحاتها، وتتناولها كأم وزوجة وحبيبة وأخت حنونة، وأن المرأة حاضرة بكثرة في أعمالها كونها تمثل الجمال، والجمال هو الفن. وعبير العيداني فنانة تشكيلية عراقية، تقيم في الإمارات، شاركت في الكثير من المعارض التشكيلية في كل من الإمارات وتركيا بجانب وطنها العراق الذي مثلته في أكبر معرض للمرأة بدبي، وشاركت فيه ضمن مئة فنانة من مختلف بلدان العالم.
مشاركة :