قال فرانسوا فرج الله، الرئيس العالمي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «إندوسويس» لإدارة الثروات، إن دول الخليج عموماً، والإمارات خصوصاً، قادرة على التعافي سريعاً من تداعيات أزمة جائحة «كورونا» المستجد (كوفيد 19)، وستخرج من الأزمة أقوى. وأضاف فرج الله أن أزمة «كورونا» تواجهها دول العالم عموماً، لكن دول الخليج تواجه تحدياً مزدوجاً مع هبوط أسعار النفط، الذي يعتبر بمثابة السلعة الحيوية، التي يقوم عليها اقتصاد هذه الدول، حيث إن الدول ذات تكاليف الإنتاج المنخفضة، وهي دول الخليج في الغالب عادة ما تكون قادرة على التعامل بشكل أفضل مع مشكلة انخفاض الأسعار مقارنة بغيرها. وأوضح أن منطقة الخليج الآن في وضع يسمح لها بالاستجابة لمثل هذه التحديات والاضطرابات الهائلة، بفضل الجهود الاستثمارية، التي بذلتها دول المنطقة بشكل مستمر على مدار العقود الماضية، إذ تضمّ هذه المناطق، كدبي والدمام، العديد من الموانئ والمطارات والمراكز المالية، وغيرها من البنى التحتية الرائدة على مستوى العالم. تنويع اقتصادي وذكر فرج الله أن دول الخليج، بقيادة الإمارات قد بدأت بالفعل تُطبيق مبدأ التنويع الاقتصادي حتى قبل ظهور الوباء وتراجع أسعار النفط، موضحاً أن النفط لعب في السابق دور المُحرّك الرئيسي للاقتصاد الخليجي، من خلال التشجيع على الاستثمار في البنية التحتية، والإنفاق على قطاع العقارات، ما عاد بالنفع الكبير على تجارة التجزئة وقطاع الضيافة في المنطقة. كما أسهمت قوة أسعار النفط في تمكين المنطقة من تحقيق ازدهار اقتصادي كبير جنى الجميع ثماره دون استثناء. وتابع فرج الله: «لكن منذ 2014، بدأت دول المنطقة بإعادة النظر في العلاقة القائمة بين النفط والازدهار الإقليمي، وتشكّلت لديها قناعة بضرورة تغيير هذه العلاقة، حيث تسارعت وتيرة استخدام مصادر الطاقة البديلة عوضاً عن الهيدروكربونات، وأصبحت المركبات الكهربائية أكثر شيوعاً، وبدأ المستثمرون يبدون اهتماماً أكبر بشركات الطاقة البديلة». صدمات اقتصادية وأوضح: إن دول الخليج وخصوصاً الإمارات مُحصنّة مسبقاً ضد هذا النوع من الصدمات الاقتصادية، إذ تتبع بعض الدول الخليجية خطط تنويع اقتصادي مفصّلة، يجري تنفيذها حالياً للعمل بها على مدار العقد المقبل، موضحاً أن قدرة اقتصادات دول الخليج على الاستجابة بسرعة وإدخال تغييرات تشريعية سريعة ملائمة لأنشطة الأعمال، تعتبر إحدى أهم وأبرز نقاط القوة التي تتمتع بها هذه الاقتصادات. وأضاف: «خير مثال على ذلك نجاح الإمارات في إلغاء الإجراءات غير الضرورية في أنظمتها، وهو نهج آخذ في الانتشار بشكل سريع في دبي استجابة للجائحة، وفي الوقت الذي هدّدت فيه إجراءات الإغلاق والحظر بإيقاف التعاملات العقارية في الإمارة، استعانت دائرة الأراضي والأملاك في دبي بتقنية الاتصال بالفيديو، لإنجاز معاملات نقل الملكية بسهولة ويُسر خلال دقائق معدودة. وهذا ليس سوى مثال بسيط على التحسينات، التي تم إدخالها». تحديات ذكر الرئيس العالمي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «إندوسويس» لإدارة الثروات أن العالم على مدار التاريخ شهد العديد من التحولات الاقتصادية غير المتوقعة، التي حولت المحن إلى منح، ابتداء من صعود اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كونها قوة اقتصادية عالمية، تعتمد على التكنولوجيا، وصولاً إلى بروز اقتصادات النمور الآسيوية، لذا، على الرغم من المصاعب التي ستواجهها العديد من الشركات والتحديات التي سيفرضها الواقع الجديد إلا أن لهذه الأزمة جوانب إيجابية. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :