يسابق المخرج المسرحي يعرب بو رحمة الزمن في إجراء البروفات الأخيرة لمسرحيته الاستعراضية للأطفال «احسبها غير»، إذ ينهمك مع فريق المسرحية، ذات الإنتاج الضخم، لوضع اللمسات النهائية، حتى يتسنى عرضها في أكمل وأبهى مشهد مسرحي، بدءاً من اليوم الأول في عيد الفطر المبارك، على مسرح مركز الكويت للتوحد، في غربي منطقة مشرف. المسرحية، التي سبق عرضها قبل أشهر قليلة، يتعاون على إنتاجها شركة Lightbug ومركز «وصال» للإعلام، وقال القيّمون عليها «إنها ليست موجهةً إلى الطفل وحده - وإن كان هو المقصود الأول - لكنها ممتعة للكبار أيضاً»، مؤكدين «أن العمل يحمل قيماً فنية وتربوية من شأنها أن تبقى مع الأطفال طويلاً، وتدعم سلوكياتهم الإيجابية». القيّمون كشفوا النقاب عن كثير من التحديات التي تواجههم أثناء العمل، والجهود التي يبذلونها في الكواليس، والرسالة التي يودون تحقيقها من وراء المسرحية... وفي ما يأتي التفاصيل: في البداية أماط المخرج يعرب بو رحمة اللثام عن تفاصيل العمل قائلاً: «إن مسرحية (احسبها غير) تعتبر من أضخم الإنتاجات الموجودة في الساحة الفنية خلال هذه الفترة، وأول عمل مسرحي تقوم بإنتاجه شركة Lightbug، وقد اتخذنا هذه الخطوة لأن مسرح الطفل كان دائماً ما يجذبني لخوض العمل فيه، بالإضافة إلى قوة وعمق نص المسرحية». بو رحمة تابع: «حاولنا في هذا العمل التنويع المستمر في الحركة والأزياء والأغاني والديكور، كي نجعل هذا العمل أكثر جاذبية وتشويقاً للمشاهد، حتى أبطال المسرحية يتشكلون بشخصيات مختلفة، مترجمين من خلالها هدف المسرحية في إبراز دور الطموح واكتشاف الذات ومعنى الموهبة في رسالة تربوية/ فنية تفيد الأطفال في واقعهم ومستقبلهم من دون أن يبدو الأمر وعظياً أو توجيهياً مباشراً»، مكملاً: «بالنسبة إلى الأغاني عددها 12 أغنية، تم التعاون في تنفيذها مع الموزع أحمد الكندري، أما الغناء فكان للفنان عادل الماس والفنانة زينب خان، بالإضافة إلى مجاميع كورال متميزة، وقد نُفذت الأغاني في تركيا، حيث يعتبر هذا العمل أول عمل مسرحي تنفذ أغانيه في هذا البلد». وزاد بورحمة «أن أسلوب المسرحية يعتمد على المؤثرات البصرية من خلال حركة الاستعراضيين على خشبة المسرح وتصاميم الأزياء المستوحاة من عناصر متعددة، حيث هناك 55 تصميماً مختلفاً، كما نُفذ قرابة 100 زي، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة في العروض، إلى جانب اهتمام فريق العمل بأدق التفاصيل في جميع معايير وأسس المسرحية». من جانبها،قالت المشرفة المالية رنا الخالد: «عقدنا العزم في شركة Lightbug منذ أكثر من عام على إنتاج أعمال هادفة تستهدف نشر القيم الإنسانية بطريقة جاذبة ومؤثرة، وخلال تلك الفترة التقينا فريق وصال، حيث قدموا لنا نص مسرحية (احسبها غير)، ووجدنا أنها تحاكي القيم ذاتها التي ننشدها في أعمالنا، ومن ثم تلاقت الرغبات وقررنا العمل معا في إنتاج هذه المسرحية»، متابعةً «أن الفكرة الرئيسية للعمل تتمحور حول رحلة ثلاثة أطفال كي يتوصلوا إلى اكتشاف ذواتهم ومواهبهم». وأضافت الخالد، التي شاركت في كتابة الأغاني ووضع الألحان: «أن المسرحية تحاول أن تكشف العبر والدروس المستفادة من هذه الرحلة، بالإضافة إلى أهداف أخرى مثل أن قيمة الإنسان تنبع من عمله، وأهمية تنظيم الوقت، والمثابرة وراء تحقيق الطموح والهدف، وقد حاولنا أن نوصل هذه الأفكار من خلال عمل استعراضي جميل ومشوق، إذ بذلنا قصارى جهودنا في تصميم الرقصات، وكلمات الأغاني وصياغة الألحان والإبداع في الأداء، حتى تتحقق أهدافنا الفنية من المسرحية». الخالد أكدت «حرص فريق العمل على أن يكون هناك أكثر من لون للألحان مع التركيز كذلك على إعادة إحياء الألحان والإيقاعات الكويتية القديمة بلون متطور». في هذا السياق، قالت المهندسة شريفة الجابر، من فريق «وصال» الإعلامي: «مسرحية (احسبها غير) هي عمل مسرحي فريد من نوعه على صعيدي الطرح والمضمون، حيث يتميز بقصته التي تجمع بين الفانتازيا والعصرية، كما تتميز بالمضمون الغني الذي يعود بالفائدة على الطفل بشكل خاص (عقلياً وإبداعياً وسلوكياً) وكذلك على الأسرة بشكل عام». واستطردت: «يعد هذا العمل المسرحي هو الأضخم إنتاجاً وحجماً لفريق وصال الإعلامي على مدى مسيرته العملية، ونحن سعداء بالتعاون لإنتاج هذا العمل مع شركة لايتبغ، من أجل هذا الإنتاج المسرحي المشترك الذي نفخر به»، مضيفةً: «قام بكتابة النص على مدار شهرين متتاليين كل من شريفة الجابر ومناير الكندري وحصة الرشيدي، بينما توليت أنا مهمة مراجعته ومعالجته، أما كلمات الأغاني فقد شاركتُ في تأليفها إلى جانب مخرج المسرحية يعرب بو رحمة وشريفة الجابر، بالإضافة إلى مناير الكندري وحصة الرشيدي». وأوضحت شريفة الجابر «أن مسرحية (احسبها غير) تهدف إلى غرس أهمية الهدف والطموح في حياة الإنسان، خصوصاً لدى الطفل والمراهق، وكيفية اكتشاف الموهبة واستغلال الهواية، بما يخدم المجتمع، إلى جانب القيم الفرعية (بالنسبة إلى سياق العمل) كبر الوالدين والتعامل مع الاخرين، وكذلك استخدام وسائل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي بالمفهوم الصحيح». والتقطت طرف الحديث مناير الكندري، من فريق «وصال» الإعلامي، فقالت: «إن أعضاء فريق العمل بذلوا جهوداً كبيرة للتجهيز لهذه المسرحية، حيث يضم فريق العمل أكثر من 100 عضو وعضوة، بين طاقم إداري وفني واستراتيجي»، مشيرةً إلى «أن فريق التمثيل والاستعراض وحده مكون من 58 شخصاً، وبالطبع ليس من السهل التحكم في حركتهم والسيطرة على أدائهم على خشبة واحدة، خصوصاً أنهم متنوعون في شرائحهم العمرية، ابتداء من 6 سنوات»، ومكملةً «أن الفريق الاستراتيجي للمسرحية يحرص على إبراز مواهب الطفل، وتقديم عمل متكامل يشرك فيه الطفل بالدرجة الأولى، لذلك اعتمدت مسرحية (احسبها غير) على عدد ضخم من الأطفال يقارب 40 طفلاً، لتمثيل الشخصيات الرئيسية، وأيضاً لأداء اللوحات الاستعراضية والتنظيم، ومن هنا تنبع قيمة إضافية لهذه المسرحية، أنها تتخذ من الطفل مشاركاً في الإبداع وليس متلقياً له فقط». وأضافت الكندري «أن إدارة الكواليس في ظل وجود هذا العدد من الأطفال يتطلب مجهوداً كبيراً وتنظيماً محترفاً، لإخراج هذا العمل بأفضل جودة ممكنة، وإنجاحه في تحقيق رسالته بين الفائدة والمتعة في وقت واحد»، متمنيةً «أن تنال المسرحية إعجاب الجمهور من كل الاعمار، وأن يتفاعل معها الجميع». يُذكرأن المسرحية من إخراج يعرب بو رحمة، ويقتسم بطولتها كل من يوسف الحربي، عبدالرزاق الشعيبي، وضحة الجهيم، شيخة الهندي، حسين الحداد، بدر الحلاق، حسين الفارس، عبدالرحمن العنزي، رانيا البراهمي، وسليمان المرزوق، والمسرحية من إنتاج كل من شركة Lightbug Media Productions وفريق «وصال» الإعلامي. وسيبدأ فريق العمل عروضه بدءاً من أول أيام عيد الفطر المبارك، على مسرح مركز الكويت للتوحد، غرب مشرف.
مشاركة :