لا شكّ في أنَّ الطفل الموهوب رغُم جوانب القوة لديه وإنجازاته التي تفتخر بها الأسرة وعطائه المتميز في المجال المتخصص فيه، إلاّ أنّه قد يتعرَّض لعقبات وتظهر عليه بعض المشكلات، وأحياناً معضلات تحيِّر الأسرة، ومنها على سبيل المثال: * الوعي بضغط الرفاق، عادةً في فترة ما قبل المراهقة يبدأ الميل الطبيعي إلى مطابقة معايير الرفاق وتوقعاته ثمّ تأكيد تأثيرها. وتُصبح ضغوط الرفاق أقوى وأكثر تأثيراً في سنوات المراهقة، ويُصبح رأيهم مقدماً على رأي الوالدين في أكثر الموضوعات حساسية. * اتباع الطفل الموهوب لاستراتيجيات توافق اجتماعي غير سليمة ومنْ دون توجيه كإنكار الموهبة وإخفائها؛ التأكيد على الشهرة؛ش قبول الرفاق؛ التفاعل الاجتماعي؛ والتعمية على الموهبة. * الاكتئاب والشعور بالملل والإحباط، سواءٌ في المدرسة عندما لا يجدُ ما يشبع نهمه في حب الاستزادة من المعارف، ويلبي حاجاته التربوية والتعليمية، وكذلك في الأسرة عندما لا يجدُ منْ يفهمه أو يشجِّعه أو يوفر ما يعينه على ممارسة موهبته أياً كانت، أو يلمس تهديداً أو ضغطاً على طباعه وتنظيماته الداخلية. * الانطواء على الذات، والإحساس بالعزلة؛ عندما لا يجد من يشاركه في اهتماماته أو يُقدِّر ما يقوم به منْ مبادرات وإنتاجات مُبدعة يُعجبُ بها البعيد ويتغافلها القريب من أفراد أسرته ومعلميه. * المنافسة الزائدة مع الآخرين، فقد ينجر الطفلُ الموهوب بسبب ضغط الأسرة عليه ليتخطى غيره من الأطفال، أو الأهداف والتوقعات الذاتية الكبيرة الموضوعة من قبله دون النظر إلى استعداداته وقدراته وإمكانات الأسرة الحاضنة له، مما تؤدي تلك الأمور إلى منافسة غير مضبوطة أو ممنهجة تجعل منْها غير شريفة لدى البعض ومدعاة إلى تسرُّب بعض أمراض القلوب كالحسد والأنانية وحبّ الذات. * الإحساس بأنَّه مكروه من الآخرين؛ خاصة لمّا تكون موهبتهم واضحة ومحل تقدير واحترام وثناء من قبل الوالديْن أو المعلم، ومنَ المتوقع بأنْ الأشقاء والشقيقات -إنْ لم تُكن هناك علاقة حميمية بين كافة أفراد الأسرة-يعادون الطفل الموهوب ويتجنّون عليه بل قد يضرب عليه حصار اجتماعي. * التوقعات العالية المطلوبة من الطفل الموهوب، التوقعات قد تكون خارجية من الأسرة والأهل والمدرسة، كما تكون توقعات ذاتية من الطفل نفسه، وهذه التوقعات إنْ لم تُدرس بشكل جيد، ومن كافة الأطراف المعنية بتربية وتعليم الطفل فسوف تكون وبالاً عليه، وقد تشكل مصدرا للكثير من المشكلات والمعضلات. فالتوقعات ينبغي أنْ تنسجم مع الاستعدادات والقدرات والإمكانات والظروف المتاحة والفرص المتوقعة والأمنيات المرجوة سواءٌ منها ما هو خاص بالطفل الموهوب أو الأسرة. * سخريةُ بعض الزملاء منه؛ سخرية مقصودة منْ أجل تهوين ما يُميِّز الطفل عمّا عندهم من ميول ذات مستوى رفيع، أو تسفيه ما يملكه من قدرات خارقة واهتمامات راقية وترحيب من الكِبار. سخرية المُراد بها جعل الكل سواسية حتى في تفكيرهم وما يُمارسونه. * قلة الأصدقاء الموثوق بهم من قبل الطفل الموهوب. ليس كل الأطفال محل ترحيب من الطفل الموهوب، وقلة من هم بمستواه الفكري والعقلي وندرة منْ هم بنفس العاطفة الجيّاشة والحساسية لما يقع في المجتمع والإنسانية جمعاء، ومن الطبيعي أنْ يختار الطفل الموهوب بمعايير دقيقة منْ هُمْ أصحابه ومكمن سرَّه، وصفوته وخاصته يتبادل معهم ما يخشى البوح به لأحدٍ غيرهم.
مشاركة :