حذر مدير إدارة الشرطة المجتمعية في شرطة الشارقة، العقيد دكتور محمد العثمني، من طرد بعض الآباء أبناءهم من المنازل بحجة أنهم غير ملتزمين، موضحاً أن الجماعات المتطرفة تتلقى مثل هؤلاء الشباب وتستوعبهم وتعمل على تجنيدهم لتنفيذ أغراضهم الإرهابية الدنيئة. توصيات أوصى المجلس الرمضاني الذي نظمه مجلس ذوي الطلبة في الشارقة، بضرورة تحمل مؤسسات المجتمع وهيئاته المعنية مسؤولياتها لمواجهة التحديات التي يواجهها الشباب، والإفرازات السلبية الناتجة عن التطور، والسعي إلى إقامة منظومة مجتمعية متكاملة تعمل على تحصين المجتمع، وبناء القيم التي تحول دون وقوع الأبناء فريسة سهلة للأفكار الهدامة التي تؤدي إلى التطرف والانحراف. كما أوصى المشاركون بضرورة اتباع قواعد داخل المنزل لاستخدام الإنترنت والأجهزة الشخصية، والعمل على تحميل برامج حماية من المواقع التي تحتوي على أفكار إرهابية هدامة. وقال العثمني، خلال مجلس رمضاني نظمه مجلس ذوي الطلبة في الشارقة، إن الدين الإسلامي يدعو إلى الوسطية وعدم التطرف والغلو في الدين، وهؤلاء المتطرفون يحاولون بشتى الطرق الوصول إلى الشباب للتأثير فيهم وجرهم إلى الفكر المتطرف من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي باختلاف أنواعها، مؤكداً ضرورة تحصين الشباب وحمايتهم من تلك الأفكار الدخيلة على المجتمع، بداية من الأسرة التي تتحمل العبء الأكبر في مراقبة الأبناء وإرشادهم وتوعيتهم لعدم الوقوع فريسة للتطرف والإرهاب، وإقناعهم بالسير في المسار الصحيح وتغذيتهم بالأفكار الإيجابية والعادات الطيبة التي تقودهم إلى الأمن والأمان. وطالب بألا تكون الرقابة شديدة أو لصيقة على الأبناء، لأن ذلك ربما يؤدي إلى نتائج سلبية، موضحاً أن الرقابة تأتي من خلال متابعة ما يقرأونه، حيث إن بعض الكتب تحوي أفكاراً سلبية وإن كانت في ظاهرها براقة، كما يمكن وضع برامج حماية للمواقع الإلكترونية التي تبث مواد إباحية أو أفكاراً إرهابية، ويجب كذلك معرفة الرقم السري الخاص بالأجهزة المحمولة للأبناء وتعريفهم بذلك حتى يعلم الأبناء أن هناك رقابة، فيتولد لديهم حرص على عدم الدخول إلى المواقع ذات الفكر الهدام. وأشار إلى أن التطرف والإرهاب وجهان لعملة واحدة، ويجب تكاتف الجميع مؤسسات وأفرادا لنشر قيم التسامح لإعداد أجيال واعية بمخاطر الفكر المتطرف، وقادرة على مواجهة الأفكار والسلوكيات الدخيلة على الثقافة الإسلامية، وتنمية روح الانتماء والولاء للوطن. وذكر العثمني، أن شرطة الشارقة تعمل على توسيع برنامج الثقافة الأمنية خلال العام الدراسي المقبل 2016/2015، وذلك من خلال مضاعفة عدد المدارس الخاصة حتى يكتمل تنفيذ البرنامج في جميع المدارس الحكومية والخاصة على مستوى إمارة الشارقة. من جهته، قال رئيس مجلس ذوي الطلبة في الشارقة، الدكتور خالد صقر المري: يجب على الجميع تحصين شبابنا وغرس القيم التي تعينهم على مواجهة التحديات التي تحيط بواقعهم الاجتماعي، وذلك من خلال نشر ثقافة التسامح والوسطية النابعة من تعاليم الدين الحنيف، ومحاربة الأفكار الهدامة والمشوهة للإسلام والجماعات المروجة لها، والابتعاد عن الغلو والتطرف الديني، مؤكداً أن المؤسسات التعليمية في الدولة تسعى إلى منع تسلل الفكر المتشدد إلى الطلاب عبر صياغة منظومة وطنية لمحاربة التطرف. في سياق متصل، أشار مدير منطقة الشارقة التعليمية بالتفويض، جمال النومان، إلى ضرورة وجود منظومة مجتمعية متكاملة تعمل على تحصين المجتمع، وبناء القيم التي تحول دون وقوع الشباب في حبائل الجماعات المتطرفة والإرهابية، وخلق بيئة سليمة تتضافر فيها كل الجهود من أجل حماية المجتمع.
مشاركة :