التفكير خارج الصندوق يعني التفكير خارج المشكلة، وأن لا تجعل المشكلة تتحكم فيك وتفرض عليك عوائقها وقيودها.. د. سلطان بن علي الحربي يكتب: صناعة العقل المبدع إننا اليوم بحاجة إلى عقول مبدعة، لا نريد عقولاً تفكر فحسب، بل نحن بحاجة إلى إبداع في التفكير، وأن لا نحصر تفكيرنا في حدود معينة، فكل التحولات العظيمة التي أصبح بعضها من المسلمات بدأت بفكرة خارج الصندوق، فكرة غير مألوفة آمن بها أصحابها وسعوا من أجل تحقيقها، فمثلا «جيس رينو» مخترع السلم الكهربائي فكر في أن يحرك السلم بدلا من أن يتحرك الناس عليه.التفكير خارج الصندوق يعني التفكير خارج المشكلة، وأن لا تجعل المشكلة تتحكم فيك وتفرض عليك عوائقها وقيودها، وفي عالمنا العربي نجد أن التفكير النمطي والمألوف غالباً يتحكم في التفكير سواء على صعيد العمل أو المجتمع، مما يعني أن حلول المشاكل تكون في الأغلب حلولاً تقليدية، وليست حلولاً جذرية تغير من أنماط الحياة ورتابتها.ويتطلب الأمر الكثير من الجهد والعمل للوصول إلى صناعة العقل المبدع، وذلك باكتساب مهارات جديدة مثلاً بتعلم شيء جديد، وقد عدد بعض المختصين طرق مختلفة لكي تتم صناعة العقل المبدع، فصناعة العقل المبدع تعني أن نفكِّر أولًا، والبعض للأسف لا يُفكرون! مع أن الأفكار مُعْفاة من الضرائب كما يقول كامدن، ثم لا يكون تفكيرُك على الشكل التقليدي المعتاد، وكأنك حبيسُ صندوق لا تخرج منه؛ بل يكون على نمطٍ جديد، وبالبحث عن بدائل جديدة، واختلاق أساليب وحلول متنوعة، وهناك للأسف من يعيش على نمطٍ واحدٍ من التفكير المبني على حبِّ التقليد وعدم التخلي عن الآراء – ولو كانت خاطئة – ومعارضة إنعاش الفكر وتنْميته، في الوقت الذي يدعو فيه دينُنا إلى إمْعان التفكير في خلق الله والكَوْنِ باستمرار، ولا أدلَّ على ذلك مِن ورودِ كلمة “يتفكَّرون” ومشتقاتها في القرآن الكريم ثماني عشرة مرة. وهناك العديد من الطرق والأساليب والاستراتيجيات التي تساهم في صناعة العقل المبدع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر العصف الذهني، وحل المشكلات، وقبعات التفكير الست، وبإذن الله سنتناولها في مقالات لاحقة بشيء من التفصيل. د.سلطان بن علي الحربيأستاذ المناهج والتعليم المساعد بجامعة الإمامDr.sultan882@gmail.com
مشاركة :