أصبح كبير آسيا وزعيمها الهلال النادي الوحيد في العالم الذي ترصد قبل مواجهاته الدورية المكافآت الضخمة التي تصل إلى الملايين، فكثيراً ما تستغل إدارات الأندية مواجهات الهلال بالمنة على لاعبيها برواتبهم وحقوقهم بقرار "الإدارة تحفز اللاعبين براتب شهر أو شهرين"، هذه هي حال معظم الأندية، أما في النصر فالوضع يتطور إلى رصد المكافآت الضخمة، كما حدث في الأيام القليلة الماضية عندما رصد عضو شرف 900 ألف، ووعد الرئيس الذهبي الأمير فيصل بن تركي بمليون ريال لهزيمة الهلال في المواجهة الدورية المقبلة في أولى جولات العودة للكرة السعودية بعد التوقف إثر جائحة "كورونا". مواجهات الهلال التي أصبحت الآن مصدر السعادة لجميع لاعبي الأندية السعودية، حيث المكافآت والرواتب المتأخرة أصبحت أيضاً مصدر سعادة لإدارات الأندية عندما تقام المواجهات على أرضها من خلال رقم الدخل المالي الكبير الذي يعد الأكبر في موسم النادي؛ فالدخل المضمون من شعبية الهلال وجماهيريته في جميع مدن ومناطق المملكة كفيل بحل مشكلات هذه الأندية لأشهر عدة؛ فجميع الأندية تنتظر أن تستقبل كبير آسيا، وترفع قيمة التذاكر، فالفرصة ثمينة والخصم كبير وجماهيريته طاغية والتذاكر ستنفذ. إدارة الهلال وعبر التاريخ لم نسمع أنها رصدت المكافآت للمواجهات الدورية أو أنها حفزت بالرواتب قبل المباريات؛ فالمكافآت ترصد فقط بعد الصعود على منصات التتويج، وتحقيق الألقاب المحلية والقارية كما حدث في كأس آسيا، إذ لم نسمع أن عضو شرف هلالياً أو إدارة النادي وعدت بالملايين قبل النهائي، ولا نعرف حتى الآن كم هي المكافآت التي حصل عليها اللاعبون بعد التتويج باللقب الكبير؟ الإدارة الهلالية تتعامل مع لاعبيها باحترافية عالية جداً؛ فالرواتب تصرف في وقتها، واللاعب يأخذ حقاً ويعطي حقاً دون أن يكون هناك استغلال لحاجته وحقوقه، ومن هنا أصبح النادي مطلباً لجميع اللاعبين المحليين والأجانب، ولم يشهد التاريخ أن لاعباً محلياً أو أجنبياً طالب بحقوقه أو أن النادي تأخر عليه في الحصول عليها، ومن يعتقد أن مثل هذه المكافآت التي ترصد لهزيمة الهلال تحفيزية فهو مخطئ تماماً، ففي الغالب تأثيرها سلبي، وتسبب ضغوطاً نفسية تنعكس على أداء اللاعبين فنياً داخل الملعب، وتفقدهم التركيز وتسبب لهم شحناً نفسياً يتسبب في الارتباك والعصبية، وكثرة الأخطاء، وفي النهاية يطير "الزعيم العالمي" الهلال بالانتصار، وتطير المكافآت، ويحل محلها الندم والإحباط.
مشاركة :