عندما تقترب من تفاصيل الدوري والسعودي، وتراقب عن قرب ما يقع في كواليسه، وتقرأ ما يصدر عن لجانه من قرارات مثيرة للجدل والدهشة معاً فإن مساحة التفاؤل تتقلص لديك في رؤية أي بوادر تصحيح، أو تنمية، أو تطوير لأهم بطولات الكرة السعودية، وأكثرها إثارة، وجذباً للمتتبعين محلياً وعربياً. أحد هذه التفاصيل حالات التجييش المتكررة ضد الهلال ومصالحه، ورموزه، ونجومه، وجمهوره، وحتى إعلامه المحسوب عليه. والبحث باستماتة لعرقلة انطلاقته، وتميزه، وجهوده على كافة الأصعدة بزرع الألغام في طريقه ونجومه والترصد لهم، بل الإضرار بهم. لاعب اتحادي يستجدي صرف مستحقاته، ويصل تذمره من عدم صرفها للصحافة، ولا أحد يستجيب له، وقبيل مواجهة العميد بالهلال تعلن الإدارة عن رصد 10 آلاف ريال لكل لاعب تحفيزاً للفوز!.. ألا يوجد نظام أو آلية واضحة تتعامل معها الإدارة واللاعبين فيما يتعلق بمكافآت الفوز؟ أليس صرف المستحقات المتأخرة للاعبين والوسطاء أهم من حيث الأولوية من السعي لتعطيل الهلال أم أن الإدارة تعتبر بأن الفوز على الزعيم بطولة بحد ذاتها؟ رصد المكافآت أصبح عادة للإدارات المتعاقبة على الأندية عند مواجهة الهلال، فمن لديه مستحقات من اللاعبين سيتم سدادها، ومشكلة تأخر الرواتب سيتم حلها لأعضاء الأجهزة الفنية والإدارية، وكأن هذا الهلال صار مصدر رزق لهم. تجاوز الأمر إلى حد الترصد لنجوم الهلال، والإضرار بهم ورموزه مقابل حفنة من الريالات كما حدث في موسم مضى من مدافع النصر مصطفى إدريس ضد سامي الجابر، وتكرر مع ناصر الشمراني في مواقف عدة، وحتى لاعبي الهلال الأجانب لم يسلموا من الأذى المعنوي والإعلامي ممن صاروا يتقاضون مكافآت من أجل الإضرار بهم، رادوي خير مثال. بل إن بعض الصحافيين عرف سر اللعبة الإعلامية، وأدرك أنه لن ينال الحظوة لدى مرؤوسيه، وتزداد قيمته المادية إلا بالترصد للهلال ونجومه، وتعمد اختلاق القصص، وتعمد الإضرار بمسيرة الزعيم ومصالحه، وهذه الإستراتيجية يتوارثها ثلة من الإعلاميين منذ عصر النقل التلفزيوني للمباريات على القناة الأولى مع المخرج طارق ريري، ومروراً بطفرة المنتديات، ووصولاً إلى ثورة مواقع التواصل الاجتماعي! مرتبات تدفع، ومكافآت ترصد، وتوظيف لمشجعين، وبيوت تفتح بسبب الهلال!
مشاركة :