كتب - مصطفى عبد المنعم: أحيت فرقة الخور للفنون الشعبية مساء أمس تقليدًا شعبيًا لدى أهل قطر قديمًا وهو يُسمّى "فن الوداع" الذي يُقام في آخر خمسة أيام من شهر رمضان، حيث تجوب أنحاء الفرجان والمدن فرقة الخور للتسحير وتدقّ على الطبول، مبتهلين ومردّدين أغاني تراثية لوداع شهر رمضان المعظم الذي شارف على الانتهاء. وصرّح عمر دهام المهندي رئيس فرقة الخور للفنون الشعبية لـ الراية أن هذا التقليد قديم وأن فرقته تحرص على تقديمه في مدينة الخور كل عام خلال الأيام الخمسة الأخيرة في شهر رمضان لمدّة يوم أو يومين على حسب حجم المنطقة، وأكد دهام أن إحياء هذه العادة التراثية يهدف إلى تعريف الجيل الجديد من الشباب بتقاليد أهل قطر قديمًا وكيفية الحياة في الماضي. وقال رئيس فرقة الخور إنه تلقى ما يزيد على 300 اتصال فور إعلان الفرقة عن إحياء فن الوداع مساء اليوم وهذا دليل على ارتباط الناس بالعادات التراثية القديمة وحبهم لها، وكنا قد أرسلنا رسالة صباح أمس مفادها أن فرقة الخور للفنون الشعبية للتسحير ستقوم اليوم بإحياء فن الوداع في منطقة الخور وهو فن من التراث القديم المتعارف عليه لوداع شهر رمضان المبارك، وسوف تبدأ الفرقة نشاطها عقب صلاة التراويح حتى الساعة الحادية عشرة ونصف مساءً وذلك في شرق مدينة الخور، ومن الساعة الثانية عشرة ستكون الفرقة في منطقة جبلة "غرب منطقة الخور" وأفاد إعلان الفرقة بأن من يرغب في أن تمرّ الفرقة أثناء هذا التقليد على بيته أو من أمام بيته، فعليه الاتصال بأرقام تمّ وضعها في الإعلان الذي تمّ إرساله عن طريق الهواتف والتطبيقات الذكية. ويؤكد عمر دهام المهندي رئيس فرقة الخور للفنون الشعبية أنه تلقى مئات الطلبات من أشخاص يريدون من الفرقة المرور وهو ما يعني أن الناس لديها حب للماضي ورغبة في إعادة إحياء التراث القديم، وقال المهندي إن فن الوداع يكون في أواخر رمضان لوداع الشهر ونستخدم فيه الطبول والكفوف ونجوب الفرجان مردّدين أغاني تراثية قديمة خاصة بهذه المناسبة، ونقوم خلالها بالابتهال إلى الله وترديد الشهادتين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" كما نردّد منشدين "الوداع الوداع يا شهر الصيام.. عليك السلام يا شهر الكرام"، وعندما نمرّ في أحد الفرجان يخرج معنا أهالي الفريج والكبار والصغار يبتهلون معنا ويودّعون شهر رمضان الكريم في تظاهرة كلها حب وشوق ووداع للشهر الفضيل. وأوضح عمر دهام المهندي رئيس فرقة الخور للفنون الشعبية أن الفرقة تحرص على إحياء هذا التقليد منذ خمسة أعوام، ووجّه الشكر لوزارة الثقافة والفنون والتراث التي خصصت للفرق الشعبية دعمًا حتى يستمرّ نشاطها ولا يتوقف وفي ذلك دلالة على اهتمام المسؤولين بإعادة إحياء التراث وخاصة الفنون الشعبية وحمايتها من الانقراض والمحافظة عليها. وأضاف المهندي: إن هذه المناسبات والتي لا تتكرّر إلا مرة واحدة كل عام بمثابة فرصة أمام الجمهور للتعرّف عن قرب على العادات والتقاليد القطرية القديمة وكذلك للتعرّف على الفنون الشعبية التي هي جزء لا يتجزأ من تاريخ قطر.
مشاركة :