دبلوماسية الحصان بين فرنسا والصين تقليد قديم يعود إلى أزمنة غابرة

  • 1/9/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استعاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بتقديمه حصانا هدية لنظيره الصيني شي جينبينغ، تقليدا كان يعرف بـ«دبلوماسية الحصان»، يعود إلى «أزمنة غابرة»، حسبما يقول المؤرخ لويس غورو، صاحب كتاب «الحصان حيوان سياسي» الصادر عام 2009. وقال غورو، إن استخدام الحصان كهدية دبلوماسية يعود إلى أزمنة غابرة موغلة في القدم. حيث أن تقديم الحصان يعتبر دليل احترام وأحيانا ولاء. وأوضح، أنه في التاريخ القريب تلقى الملك لويس الرابع عشر عام 1699، أحصنة من سلطان المغرب مولاي إسماعيل الذي كان يسعى إلى التقرب من فرنسا. وتلقى نابوليون الكثير من الأحصنة هدايا من السلطان العثماني، خصوصا حصان رائع كان يدعى «الوزير»، وقد بقي معه طوال سنوات حكمه. وتابع غورو، وخلال العصر الحديث تلقى غالبية الرؤساء الفرنسيين أحصنة هدايا كانوا يسلمونها إلى حدائق خاصة بتربية الخيل. وأشار إلى أن الرئيس فرنسوا ميتران، وحده من تلقى حصانا هدية من رئيس تركمانستان صابر مراد نيازوف، أهداه إلى ابنته مازارين التي لم يكن معروفا أنها ابنته في تلك الفترة. وعن المغزى من تقديم حصان هدية، قال غورو، أنه منذ القدم يعتبر الحصان رمز قوة وسلطة. وإن امتلاكه حصر على طبقة معينة لأنه غالي الثمن. أما الذين يمتطون الحصان فهم من طبقة أرستقراطية، وبالتالي فإن الحصان يبقى هدية رائعة. والدليل على ذلك، بحسب غورو، أن غالبية صور الملوك كانت لهم وهم على صهوة حصان. أما عن استخدام الحصان كرمز للسلطة فهو تقليد يتجاوز الحدود والمناطق. من كيم إيل سونغ، إلى ماو تسي تونغ، إلى الجنرال ديغول، وتشرشل، وحتى بوتين، جميعهم استخدم الحصان للدلالة على سلطتهم. وفي الصين خلال الأزمنة القديمة كان تقديم الحصان إلى الإمبراطور يفسر على أنه إعلان للطاعة. وعن الإيحاء الذي تشير إليه هدية ماكرون للرئيس الصيني، قال غورو، «فوجئت فعلا بأن تكون خطرت على باله فكرة تقديم حصان إلى الصينيين. أولا لأنه هو نفسه رفض حصانا أراد الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، تقديمه له خلال زيارته الأولى إلى مالي. إلا أنه عاد واستخدم هذه الوسيلة الدبلوماسية مع الرئيس الصيني». وأضاف، «ثانيا لأن ماكرون قدم حصانا مخصيا، في حين أن التقليد يقضي بأن يكون الحصان الهدية قادرا على التكاثر. وقد تم تناسي كل هذه التقاليد اليوم، ولو كانت هذه الهدية قدمت خلال القرنين الثامن عشر أو التاسع عشر لكانت اعتبرت إهانة».

مشاركة :