توقع عددا من الخبراء والمحللين السياسيين المتابعين لملف “سد النهضة” عدم انعقاد القمة الإفريقية المصغرة وذلك بعد إعلان إثيوبيا، الأربعاء، البدء في ملء السد. وقالت مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أماني الطويل، إن “القمة الإفريقية المصغرة” المقررة الأسبوع المقبل ربما تواجه صعوبات كبيرة وربما لم يتم عقدها بسبب تصرف إثيوبيا الأحادي. كانت مصر والسودان وإثيوبيا رفعت تقاريرها النهائية، بشأن المفاوضات التي يجريها “الاتحاد الإفريقي” مع الدول الثلاث، تمهيدًا لعقد القمة الإفريقية المصغرة لبحث الخلافات بين الدول الثلاث. وتوقعت الدكتورة أماني الطويل، أن تلجأ مصر إلي مجلس الأمن الدولي من جديد، وذلك على اعتبار أن هذا التصرف الإثيوبي أحادي الجانب يهدد الأمن والسلم الدولي، كما ترى أن القاهرة ستسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن في هذا الصدد. وأوضحت الدكتورة أماني الطويل، أن “الملء الأولي” لا يمثل تهديدًا فيما يتعلق بتدفقات الماء لمصر، مشيرة إلى القاهرة لديها فرصة زمنية لعدة أشهر فيما يتعلق بترتيب أوراقها إزاء السد. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>   من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، عثمان ميرغني، إن إثيوبيا بهذا القرار الأحادي أفشلت القمة الإفريقية المصغرة قبل أن تبدأ، كما جعلت القمة تحصيل حاصل. وأضاف ميرغني، أنه من الأفضل أن تسعى القارة الإفريقية الآن لعقد جولات تفاوضية أخرى بدلًا من اللجوء لمجلس الأمن، خاصة وأن ملء السد في هذه المرحلة لن يؤثر على مصر والسودان. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>   بينما يرى مسؤول وحدة الدراسات الإفريقية في مركز تقدم للسياسات، علي الهندي، إن أديس أبابا تريد استغلال خطوة “ملء السد” لتثبيت واقع جديد داخل إثيوبيا، حيث يريد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، كسب تأييد الشارع الإثيوبي. وأوضح أن آبي أحمد لا يمتلك القوة لإفشال مفاوضات “سد النهضة”، أولا لأن صندوق النقد الدولي طلب وقف قرض بـ 500 مليون دلوار عوضان عن الموقف الأمريكي الذي هو مفصلي في الوضع الإثيوبي جملة، وكذلك علاقاتها مع دول الجوار. كما أكد علي الهندي أن إثيوبيا لا تملك دوليًا أوراقا تستند إليها لاتخاذ مواقف عدائية تجاه ملف سد النهضة . frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>   هذا وأعلن وزير المياه والري الإثيوبي، سليشي بيكيلي، اليوم الأربعاء بدء الملء الأولي لسد النهضة، موضحا أن  هذه المرحلة التي وصل إليها السد تمكن من بدء عملية التخزين الأولي المقدر بـ4.9 مليار متر معب من أصل جملة 74 مليار متر مكعب السعة الإجمالية للبحيرة خلف السد. وطلبت مصر إيضاحًا رسميًا عاجلًا من الحكومة الإثيوبية بشأن إعلان وزير الري الإثيوبي بدء الملء دون التوصل لاتفاق، وأن القاهرة تتابع تطورات ما يتم إثارته في الإعلام حول هذا الموضوع. وكانت جنوب أفريقيا، التي تتولى حاليا رئسة الاتحاد الأفريقي، قد دعت إلى عقد قمة ثلاثية بين رؤساء الدول الثلاث في مفاوضات سد النهضة، لإزالة الخلافات القائمة. وأعلنت وزارة الري المصرية عن اختتام المحادثات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي التى استمرت على مدار 11 يومًا مع استمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية.