أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأول الثلاثاء، رسمياً، المعاملة التفضيلية التي كانت تتمتّع بها هونج كونج في التجارة مع الولايات المتّحدة، ووقّع قانوناً أقرّه الكونجرس ويجيز فرض عقوبات على مصارف على خلفية قانون الأمن القومي الصيني على المدينة، واستدعت بكين السفير الأمريكي لديها للاحتجاج، وأكدت أنها ستقوم بالرد اللازم وستفرض عقوبات على «الكيانات والأشخاص الأمريكيين المعنيين».وقال ترامب في مؤتمر صحفي: «هونج كونج ستُعامل من الآن فصاعداً مثلما تُعامل الصين القاريّة؛ لا امتيازات خاصة، ولا معاملة اقتصادية خاصة، ولا تصدير للتكنولوجيا الحسّاسة». وشدّد ترامب على أنّ مواطني هونج كونج «انتُزعت حريّتهم وانتُزعت حقوقهم، وبهذا تكون هونج كونج قد تغيرت نهائياً، برأيي، لأنّها لن تكون قادرة على المنافسة مع الأسواق الحرّة بعد الآن. وسيغادر الكثير من الناس هونج كونج».وقال ترامب، إنّه وقّع على قانون «هونج كونج للحكم الذاتي»، الذي أقرّه الكونجرس بأغلبية ساحقة، ردّاً على فرض بكين قانوناً للأمن القومي في المدينة. ويجيز القانون الجديد فرض عقوبات على المسؤولين الصينيين، وعلى شرطة هونج كونج التي يُنظر إليها على أنّها تعوق استقلالية المدينة، والأهمّ من ذلك أنّه يجيز فرض عقوبات على البنوك التي تجري تعاملات كبيرة مع هؤلاء.وسارعت بكين إلى الرد، واستدعت السفير الأمريكي للاحتجاج على قانون الحكم الذاتي في هونج كونج، مهددة بفرض عقوبات على الولايات المتحدة.وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إنّه «بغية الحفاظ على مصالحها المشروعة، فإنّ الصين ستقوم بالردّ اللازم وستفرض عقوبات على الأشخاص والكيانات الأمريكيين المعنيين». وأضافت أنّ بكين تدين «بشدّة» القانون الأمريكي، وتعتبره «تدخّلاً سافراً في شؤون هونج كونج وفي الشؤون الداخلية للصين».ودعا وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الثلاثاء، لتنظيم انتخابات «حرة ونزيهة» في هونج كونج، بعدما اعتبرت الصين أنّ الانتخابات التمهيدية التي نظمها المعسكر المؤيد للديمقراطية قد تخرق قانون الأمن القومي الجديد.وكتب بومبيو على «تويتر»: «تهانينا للمؤيدين للديمقراطية في هونج كونج بانتخابات تمهيدية ناجحة. يجب أن تكون انتخابات المجلس التشريعي في سبتمبر/ أيلول حرة ونزيهة».وقررت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس، نقل خدمتها المتخصّصة بالأخبار الرقمية من هونج كونج إلى كوريا الجنوبية بسبب المخاوف الناجمة عن قانون الأمن القومي.وشهدت المستعمرة البريطانية السابقة، خلال العقد الماضي، موجات متعدّدة من التظاهرات، لكنها اتّخذت حجماً غير مسبوق العام الماضي، حين استمرّت الاحتجاجات سبعة أشهر، وتخللتها في غالب الأحيان مواجهات عنيفة، وقررت بكين الرد عليها بفرض قانون الأمن القومي في أواخر يونيو/حزيران الماضي.
مشاركة :