كشفت المخرجة الأردنية نسرين الصبيحي عن جانب من جوانب معاناة الشعب اليمني في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران خلال تصويرها لأحد أعمالها عن واقع الحال في مناطق سيطرة الحوثيين، وذلك خلال ندوة في جنيف بحضور عربي وأجنبي. وقالت: "ارتكب الحوثي جرائم مروعة بحق أبناء الشعب اليمني، يمر اليمنيون بظروفٍ غايةٍ في الصعوبة والخطورة، بدءًا من محافظةِ صعدة معقل الحوثيين، والتي فوجئتُ وصُدِمتُ بحالِها البائس ومجتمعِها المنغلقِ والمشحونِ بالتطرفِ ورفضِ الآخرِ المختلفِ معهم، والمكسوّةُ جدرانُها وبواباتُها بشعاراتِ الحوثيين الداعية إلى الموت". وأضافت، واجهتُ تطرفاً وتهديداً مما اضطرني إلى المغادرةِ متجهةً إلى قريةِ أسلم في محافظةِ حجه الواقعة تحت سيطرة الحوثيين أيضاً، والتي لم تكن أحسنَ حالاً من صعدة ذات الشعارات وشبحُ العنف وإقصاء الآخر، حيث وثّقتُ حقيقةَ المجاعةٍ القاتلة، الناسَ يأكلون أوراق الشجر كي يُبقوا على حياتهم قدرَ ما يمكن، وذلك جراءَ تجويعٍ ممنهجٍ ومتعمّدٍ من قبل الحوثيين بالحصارِ والإهمالِ وعرقلةِ وصول المساعداتِ الإغاثيةِ إليهم (إن وجدت) لإظهارِ معاناتِهم ومجاعتِهم كنتيجةٍ للحرب، التي لم ألحظ أيَّ أثرٍ أو وجودٍ لها في تلك المنطقةِ الخصبة، والتي يحتاج أهلُها فقط إلى وسائل الزراعة كي يأكلوا مما يزرعون. وزادت، لقد كان بينت للعالم حقائقِ جرائمِ الحوثيين المخفيةِ عن العالم. وشددت على أن الحوثيين تعمدوا إخفاء الحقائق بتضليلِهِم الإعلامي سيرا على نهجِهِم في استغلالِ مثل هذه الظروف سياسياً، وابتزازِ العالمِ بها. وبينت أن هناك جهودا لمنظمات الإغاثة الإنسانية الدوليةِ التي تتواجدُ في اليمن رغمَ معاناتِها من العوائقِ الحوثية التي تمنعُ أداءَها ونشاطَها بالصورةِ المطلوبة، وإن كان قد اعترى نشاطُ بعضِها شيءٌ من القصورِ وبعضُ الفساد. وتطرقت لسوء التعليم في مناطق سيطرة الحوثيين حيث قالت: "هناك انحراف في التعليم، يتم تعليم الأطفال شعارات الموت، ويتم تسميم إفكارهم في الجوامع وتلميع فكرة الموت في عيون الأطفال". إضافة إلى أن العلاجات المقدمة من قبل المنظمات موجودة في المستشفيات. وعند سؤالها للعاملين لماذا لا يتم استخدام العلاج فكان ردهم بأن العلاج صناعة أميركية وإسرائيلية، وقائدهم الإرهابي عبدالملك الحوثي أمرهم بهذا الشيء، فهو تركهم يموتوا بهذه الأفكار، كما أن هناك أيضاً انتقاء للعلاج فقط لمن يتبع للحوثي ويتم ترك بقية الناس تموت. وشددت على أنها ذهبت لكي توثق حال الناس في مدينة اسلم، لأن الناس فيها يأكلون أوراق الشجر بسبب الحرب، ولكن عندما ذهبت في تاريخ 14 اكتوبر 2018م لم ألق حربا، لقد قيل لي بالحرف إن مشكلتنا ليست الحرب مشكلتنا (ميليشيا الحوثي) ولا حرب عندنا، لم أجد حرب وبناء عليه وثقت هذا الكلام رغم أن بعض المشرفين الحوثيين المصاحبين كانوا يحاولون أن يدفعوا الناس لقول هذا، لكن الناس كانوا في كل مكان يهمسون بإذني أن المشكلة هي الحوثيين. واختتمت الصبيحي حديثها بالقول: "يعاني الأطفال اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين الأمرين، هؤلاء الأطفال سيكونون وقودا لجيش عقائدي إرهابي يعادي العالم، الأطفال في الحلقات النقاشية يتحدثون عن القتال، والعنصرية والطبقية ورفض وكره الآخر، والمحزن أن الحوثي يأخذ معونات من هذه الدول ويزرع الحقد بالأطفال ضد هذه الدول، ويعمل الحوثي على تعزيز الحقد والكره وزرع الكراهية في هؤلاء الأطفال عبر المراكز والمدارس الحوثية، وهذا يعني أنهم قنبلة موقوته في المستقبل". وطالبت المجتمع الدولي أن يتم التركيز على التعليم في مساعداتهم لينقذوا الأطفال من هذه الأيديولوجية الحوثية المفخخة للعقول.
مشاركة :