د٠ آمال إبراهيم : “كيف تأثر فينا الشخصية النرجسية ونصبح أداة لتعذيب أنفسنا”

  • 7/16/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تبدا في الصغر تكوين شخصيتنا بناء علي ماتلقيناه من حب ! . نعم .. كيف يمكن لشخص لم يعتد صغيرا أن يتلقى الحب بحق .. أن يتمكن من تلقيه كبيرا ناهيك عن أن يمنحه بشكل صحي ..إننا في تعافينا من الاساءات نمسك بجدار القفص من الداخل .. نخشى الخروج بشدة ..نعم .. تتحول الإساءة لأن تكون منطقة الراحة لنا !هل تعتقد أن الأمر غير منطقي ؟!-ربما نعم نتمنى جميعا الهرب من المؤذي ومن مساحة الإساءة المكانية .. نتمنى الفرار من البيت أو الهروب من الأذى ..ولكن في الحقيقة جزء منا لم يزل يتمسك بأنماط العلاقة المسيئة لأننا لم نتلق شيئا سواها ! . قد نرحل عن تلك الأم المسيئة وذلك الأب الشرير . او الام القاسية … ولكن لم نزل نحن نصفع انفسنا في داخلنا وإن لم نعد نتلقى الصفعات من الخارج !لم نزل نحن نلوم ذواتنا ونمعن في اللوم والجلد الذاتي وإن توقفت آذاننا العضوية عن الاستماع لمثل هذا اللوم ! . أحدهم سيرفضنا .. والاعتقاد بأننا غير مستحقين للمحبة !لم نزل نخبر أنفسنا أننا أقل مما ينبغي وأدنى من الجميع .. حتى وإن توقفنا عن التعرض لمقارنات المسيئين القديمة !. لم نزل نتمسك بالخوف من الحميمية .. والهرب من الافصاح .. والشعور بأننا إن اقترب منا. نعم يا فتى ..العجز أصبح منطقة الراحة بالنسبة لك ..لم نزل نمسك بجدران العجز ونلقي اللوم … لنبقى هناك ..لا نستطيع ان نفعلها .. رغم كل تلك الإمكانات فينا ؟! لا ليست تلك هي الحقيقة .. بل هو ما أردنا تصديقه .. لأنه تم حقننا بالخوف من استخدام اجنحتنا .. ليبقينا المؤذي في أسره ! . نعم كل ما نشعر به مفهوم ومقدر .. وكل خوفنا وتمسكنا مفهوم ومنطقي ومبرر .. ومقبول ..ولكننا نحتاج أن نرخي مخالبنا الرقيقة عن جدران القفص .. ونراهن على حقيقة وجودنا .. لن يصبح الطير يوما من الزواحف .. ومساحة الطيران الصغيرة جدا في القفص منعت أجنحته من الضمور ..استطاع الطير أن يصنع تحليقه الخاص في مساحته الضيقة ..(ألا تندهش أن كثير من المتعرضين للإساءات في الصغر يصيرون مبدعين ! او فنانين! ) تلك هي مساحات التحليق الصغيرة التي احتفظنا به . سنبني أعشاشنا .. وسنستعيد أصواتنا المسلوبة .. فقط إن قررنا المجازفة بترك التشبث مما تبقى من منطقة الراحة المؤلمة .. لا المكانية وإنما النفسية .. أن نفلت التشبث النفسي بصوت الاساءة .. ونقرر أن نتجاوز بحق. نتجاوز المؤذي بكل ما فيه .. بصوته داخلنا وجراثيم العجز التي زرعها فينا ! والأهم أن نقفز القفزة الكبرى حقا .. وهي أن نحب أنفسنا ..فإن أسوأ ما فعله المؤذي هو نزع قدرتنا على أن نحب ذواتنا ..أن نربت على أنفسنا كل صباح قائلين ومتقبلين الشعور بالسخف المصاحب للأمر (أنا محبوب ومستحق .. أنا محمي وآمن ) أنا بخير .. أنا على ما يرام تماما كما أنا ..أنا جيد هكذا بحقيقتي ..لا يوجد ما يدعوني للاستتار والتخفي ..أنا مقبول .. قلم ✒ / #د_امال_ابراهيم #وزيرة_ااسعادة

مشاركة :