استئناف المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان ينسف آمال التهدئة | | صحيفة العرب

  • 7/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جاء إعلان وزارتي الدفاع في كل من أرمينيا وأذربيجان عن استئناف المواجهات على حدودهما الشمالية بعد يوم من الهدوء في إشارة إلى أن الأزمة بين البلدين قابلة للتصعيد أكثر خاصة مع الموقف التركي الذي بدا وكأنه يصب الزيت على النار حيث تسعى أنقرة لإقحام نفسها في هذا النزاع. يريفان – نسفت عودة المواجهات على الحدود الشمالية بين أرمينيا وأذربيجان الخميس الآمال في تهدئة للأزمة القائمة بين البلدين والتي قد يجرّ تطورها منطقة القوقاز إلى حرب شاملة فيما تشير المواقف الرسمية التركية إلى سعي أنقرة -حليفة باكو- لإقحام نفسها في هذا التوتر الإقليمي ليضاف إلى رصيد النزاعات الخارجية التي ورطت فيها نفسها ما قد يؤدي إلى تدخل روسي لدعم يريفان والرد على أنقرة التي تتنافس معها على بسط النفوذ في المنطقة الاستراتيجية. وأعلنت وزارتا الدفاع في أرمينيا وأذربيجان أن المواجهات على الحدود الشمالية بين البلدين استؤنفت الخميس بعد يوم كامل من الهدوء. وقتل 16 شخصا بين الأحد والثلاثاء في معارك على الحدود بين البلدين السوفييتيين السابقين اللذين يخوضان نزاعا منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية بجنوب غرب أذربيجان. وسيطر انفصاليون أرمنيون على المنطقة خلال حرب في تسعينات القرن الماضي أدت إلى مقتل 30 ألف شخص، لكن المواجهات الأخيرة جرت في منطقة بعيدة عن هذا الإقليم، على الحدود الشمالية بين أرمينيا وأذربيجان. وقالت الوزارتان في بيانين منفصلين إن “معارك تجري” صباح الخميس على الحدود الشمالية بين البلدين. وأكدت كل من باكو ويريفان أنها تصدت لهجوم شنه الطرف الآخر. وكانت المعارك توقفت بين منتصف ليل الأربعاء وصباح الخميس بعد مواجهات دامت ثلاثة أيام. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية سوشان ستيبانيان الخميس، إن القوات الأذرية “تقصف القرى الأرمنية بقذائف الهاون ومدافع الهاوتزر”. وأضافت لاحقا أنّ القوات الأرمنية ردت “ودمّرت مواقع مدفعية ودبابات العدو التي يستخدمها لقصف قرى أرمنية”. وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأرمنية على فيسبوك أرتسرون هوفهانيسيان أن الوضع على الحدود “هدأ” منذ ذلك الحين. وقال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في اجتماع لمجلس الوزراء “نحن نسيطر على الوضع”، وأضاف “سقط قتلى وجرحى بين قوات العدو” ولكن “لم تقع خسائر بين جنودنا أو المدنيين”. من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأذرية إن وحدة من “القوات المسلحة الأرمنية حاولت مجددا مهاجمة مواقعنا في منطقة توفوز على الحدود الآذرية الأرمنية”. وأضافت أن قرى أغدام ودونار غوشتشو وفاخليدي “تتعرض لنيران أسلحة ثقيلة وقذائف الهاون”. وقد صدرت دعوات أميركية وأوروبية وروسية للجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين إلى وقف فوري لإطلاق النار. فيما أعربت تركيا، حليفة أذربيجان، عن دعمها لباكو. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، خلال استقباله قائد القوات الجوية الأذرية رامز طاهروف في مقر الوزارة بأنقرة، إن “أرمينيا ستدفع ثمن اعتداءاتها على أراضي أذربيجان، وستغرق في مكائدها”. وأوضح أن الرئيس رجب طيب أردوغان اتصل بنظيره الأذري إلهام علييف عقب “الهجمات الأرمنية”، وأن أنقرة تتابع عن كثب المستجدات الحاصلة على الحدود بين البلدين. وأكد أكار أن “تركيا تتقاسم آلام أذربيجان، وتترحم على أرواح شهداء جيشها الذين سقطوا في الاعتداءات الأرمنية الأخيرة”. كما شدد على أن أنقرة لا تقبل استمرار “احتلال” إقليم قرة باغ من قِبل أرمينيا، معتبرا أن ذلك “لا يستند إلى أي مشروعية أو قوانين دولية”. وعلى الرغم من وساطة دولية بدأت قبل حوالي ثلاثين عاما لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع حول ناغورني قره باغ الذي تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة. وأقال الرئيس علييف وزير خارجيته إلمار محمدياروف من منصبه وعين وزير التعليم جيهون بيراموف خلفا له، بعد أن انتقده واعتبر أنه “فشل” في إدارة مباحثات إقليم قرة باغ واتهمه بعدم بذل الجهود اللازمة عقب اندلاع الاشتباكات بين القوات الأذرية والأرمنية في 12 يوليو الحالي. وأي حرب بين أرمينيا وأذربيجان يمكن أن تغرق كل منطقة القوقاز وتقحم روسيا، الحليفة العسكرية لأرمينيا، وتركيا الداعمة لباكو واللتين تتنافسان على النفوذ الجيوسياسي في هذه المنطقة الاستراتيجية. لكن محللين قالوا إن الخطر ضئيل، مشيرين إلى أنه ليس لأي من الطرفين مطالب إقليمية في منطقة القتال، البعيدة عن قره باغ. وأرمينيا التي تسيطر على المنطقة المتنازع عليها، يرضيها الوضع القائم كما يرضي مصالح روسيا الساعية إلى ترسيخ نفوذها في الجمهوريات السوفييتية السابقة. وقال محللون إن أذربيجان، في ظل وجود معظم المرتفعات الاستراتيجية على طول خط الجبهة في قره باغ تحت سيطرة الأرمن، ليست في وضع جيد يمكنّها من شن هجوم. وتجري “مجموعة مينسك” التي تضم دبلوماسيين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وساطة في محادثات حول النزاع بشأن قره باغ. لكن المحادثات تراوح مكانها منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في العام 1994. وموسكو متحالفة عسكريا مع أرمينيا حيث لديها قاعدة عسكرية، لكنّها تزوّد كلا من يريفان وباكو بأسلحة بالمليارات من الدولارات. وتهدد أذربيجان الغنية بموارد الطاقة والتي يتخطى إنفاقها العسكري موازنة أرمينيا برمتها، باستمرار باستعادة السيطرة على المنطقة بالقوة، فيما تعهدت يريفان بسحق أي هجوم عسكري لاستعادتها.

مشاركة :