تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أنباء وفاة الطفل فارس (12عاماً) والمعروف ببائع الورد في شارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت، إضافة لصور التقطوها معه لما يتمتع به من روح البساطة والفكاهة والعفوية، ونقلت العديد من الوسائل الإعلامية اللبنانية خبر وفاته بحملة ذكريات مع فارس الذي قضى بغارات التحالف على داعش في مدينته الحسكة. نزح بائع الورد إلى لبنان هرباً من الموت في سوريا، وعمل بائعاً للورود في شارع الحمرا الشهير وسط بيروت ليحصل على لقمة عيشه، وعاد إلى مدينته الحسكة السورية مؤخراً ليدخل إلى المدرسة هناك، إلا أن غارات التحالف أخطأت داعش وأصابته، في التاسع من يوليو/حزيران الجاري بحسب ما نقلت وسائل الإعلام اللبنانية عن أخيه يوسف. وكتبت صحفية لبنانية في صحيفة المستقبل: فارس ذلك الأنيق أناقة ممثل، يختال في شارع الحمراء، طفل خفيف الظل وصاحب حضور محبب، لا يضايق أحداً، يعبر الطاولات في مقاهي الأرصفة عبور رائحة الورود الحمراء التي يحملها بين يديه، يضحك بخفر لصبية تجالس صديقاً، يقترب بهدوء ويضع وردة أمامها، من دون كلمة، ابتسامة لطيفة وغمزة عين ذكية للشاب تكفي ليصبح رابحاً، سرعان ما يتحول ذلك الطفل الصغير إلى صديق، يحكي قصة الحياة ويحاكي آمالاً يحياها بعيداً عن الزبائن، كان يصول ويجول في الشارع الأشهر في المدينة طفلاً صغيراً مميزاً تلمع عيناه، لا يستعطف أحداً للشراء، رقته في التعامل تكفي لكي تحب ذلك الصبي كالوردة التي يحملها، يختارها بعناية دائمة، يهتم بها وتراها بين يديه جميلة ومتوثبة للتعبير عن حب أو الاستمتاع بجمال، فارس صاحب البسمة التي تدفعك إلى الأمل قضى بجنون الحرب السورية، عاش طفلاً ومات طفلاً ذبلت، وروده الحمراء بالأمس وذبلت معها آمال الإنسانية، ربما تخجل زهور العالم وتنحني المقامات الكبيرة أمام قامته الصغيرة احتراماً لكفاحه، ربما يخجل العالم من عينيه البريئتين ويعتذر ذات يوم لن يكون فيه حياً. وكتبت صحفية أخرى في صحيفة النهار: لا أدري بعد، ولا أريد أن أعرف هل بات للجسد الطريّ المُتعَب مكانٌ يستريح فيه، يكفيني أن أعلم أنه يغفو حيث مَرقد الأحبّة. قُدِّر للطفولة الموت على الأرصفة وفي الملاجئ وفوق قهقهات العُمر العدم. الطفولة مثل ورد صادَقَه فارس بجماله وعطره ووخْز الشوك المُرافق للجمال والعطر. هذه المرّة كان الشوك قاتلاً. ونقل راديو صوت بيروت انترناشيونال عن فنان لبناني شاب قوله: وصلنا خبر أنّك متّ بسوريا. إن شاء الله تكون كذبة. وين ما تروح زراع ورد، خلّي اللي راحوا قبلك يفرحوا ببسمتك.. يا وردة شارع الحمرا. فارس أحد أطفال سوريا الذين تفنن الموت في أخذهم ليصيروا إلى مكان أكثر أماناً، لا جوع فيه ولا عطش ولا براميل ولا غارات، الكثير جداً من الأطفال المنسيين، فارس هو نموذج لكل طفل سوري قضى ضحية للحرب ولم تسعفه براءته.
مشاركة :