زوجان يجمعان الجمهور مع شكسبير في حديقة منزلهما | | صحيفة العرب

  • 7/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فيرمونت (الولايات المتحدة) – في أمسية صيفية بالقرب من شاطئ بحيرة شامبلين، اجتمع ستة أشخاص يستمعون إلى كلمات ويليام شكسبير في فناء خلفي. ولعبت جينا نيكراسون دور هيلينا في مسرحيّة “حلم ليلة منتصف الصيف”، وأدى زوجها جون نايجل دور جاك في مسرحية “كما تشاء”، ملقيا الجملة الشهيرة “العالم خشبة مسرح، والناس فيه ممثلون”. وعرض الزوجان وهما من مدينة برلينغتون عاصمة ولاية فيرمونت الأميركية في فناء منزلهما الخلفي أمام جمهور مكون من ابنهما الذي استدعى ثلاثة من أصدقائه في المدرسة ليشاهدوا عروضا من أعمال الكاتب المسرحي البريطاني أثناء استراحتهم من ركوب الدراجات. وتعد هذه العروض حلاّ يعوضهم إلغاء أيام مهرجان شكسبير بسبب الإجراءات الرامية للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد. وشارك الزوجان جينا وجون إلى جانب عدد محدود من الممثلين حتى الآن في تقديم أعمال لشكسبير حوالي 30 مرة. وتقمّص هؤلاء أدوارهم في فناءات المنازل، محترمين مسافات التباعد الاجتماعي. ونقلوا عروضهم عبر الإنترنت، حيث تمكن من مشاهدتها البعض من محبي شكسبير عبر تطبيق زوم المجاني دون عناء الحضور وكسر قواعد الحجر الصحي والإغلاق الشامل. وقالت نيكراسون إن الإنترنت مكّنتهم من تنظيم هذه الأنشطة، والتواصل مع جمهور دون أن يضطروا للانتظار حتى تخفف الدول من حدّة إجراءات الإغلاق التي فرضتها وتسمح لهم باستئناف أنشطتهم. وعثر الممثلون على طريقة لمواصلة هوايتهم. وأكّدت الممثلة أن المسرح يبقى منطلقا للحوار والتواصل والسعادة وحل المشاكل والأمل. وكانت ولاية فيرمونت (شمال شرق الولايات المتحدة) تخطط لإقامة مهرجان شكسبير مع مسرحيّة “زوجات وندسور المرحات” كعرض رئيسي. وكان الممثلون يستعدون ويتدربون. ولكن الفايروس انتشر في جميع أنحاء العالم، وألغى كل خططهم. ووقع تأجيل العرض إلى سنة 2021. إلا أن الممثلين أرادوا تقديم تعويض للجمهور في مرحلة يشوبها التوتر. وقال نايجل إن الفكرة تكمن في ارتداء شخص واحد لقناع قبل أن يصعد إلى الفناء ويدق الجرس ثم يبتعد بما يتوافق مع مسافة التباعد الاجتماعي المفروضة قبل أن يلقي كلمات شكسبير على السامعين. ويتوجّه الجمهور الراغب في خوض هذه التجربة إلى موقع فيرمونت شكسبير ويختار من بين العشرات من العروض. ومن بين ما يمكن أن يختاره عشاق شكسبير خطاب هاملت “أكون أو لا أكون”، أو مشهد الشرفة من مسرحية “روميو وجولييت” (إنه الشرق وجوليت هي الشمس) أو “يوليوس قيصر” أين يقول النبيل كاسيوس “الخطأ، يا عزيزي بروتوس، ليس في نجومنا (أقدارنا)، بل في أنفسنا، لأننا أشخاص ضئيلو الشأن”. وشاهد الزوجان جين وجان أندريه ديبيدوت عروض نيكراسون ونايجل من فنائهما الخلفي في مدينة برلينغتون. وأكد ديبيدوت “أحببت الطريقة التي نظّما بها هذا الأداء.. أحببت المشاهد التي اختاراها. فقد عبرت عن روح دعابة لشكسبير بالإضافة إلى بعض الدّروس الجادة التي نستخلصها من أعماله”. ولفت تيموثي بيلينغز، وهو أستاذ إنجليزية وخبير في أعمال شكسبير في كلية ميدلبوري، إلى أن الأمر يذكر بكيفية سفر ممثلي مسرحيات شكسبير الأوائل عبر إنجلترا عندما كان الطاعون منتشرا في لندن. ورغم أن الأمور تختلف اليوم، أعجب بيلينغز بالصدى التاريخي لما حدث في زمن شكسبير.

مشاركة :