اعتذر عمال نظافة تابعون لهيئة النقل بقطارات الأنفاق في لندن عن إزالتهم عملا جديدا لفنان الغرافيتي الشهير بانكسي عن طريق الخطأ، طالبين منه إعادة رسمه لاسيما وأنه يشجع على ارتداء الكمامات. لندن - عبرت هيئة النقل لقطارات لندن عن اعتذار غير مباشر لرسام الجداريات العالمي بانكسي بعد قيام عمال نظافة بمسح جدارية له في إحدى شبكات القطارات يحوم مضمونها حول مسألة ارتداء الكمامة. وقال مصدر في هيئة النقل “عمل فرق التنظيف يقوم على الاهتمام بنظافة الشبكة خصوصا في الأجواء الحالية”، مضيفا “جرى التعامل مع هذا العمل كأي رسم غرافيتي آخر في الشبكة”. وأفاد متحدث باسم الهيئة “نود منح بانكسي فرصة تقديم رسالته إلى زبائننا بنسخة جديدة في موضع ملائم”. وأوضحت الهيئة أن “العمل سُحب قبل أيام بسبب سياستنا الحازمة ضد رسوم الغرافيتي”. وأنجز بانكسي مؤخرا رسما جداريا يظهر مجموعة من الجرذان في شبكة قطارات الأنفاق في لندن للتشجيع على وضع الكمامة توقّيًا من وباء كوفيد – 19، غير أن فرق تنظيف أزالوا العمل دون علمهم بأنه من توقيع فنان الغرافيتي البريطاني الأشهر. ونشر بانكسي عبر حسابه على إنستغرام تسجيلا مصورا يظهر رجلا يرتدي بزة بيضاء قد يكون الفنان نفسه، وهو يرسم مجموعة من الجرذان (حيواناته المفضلة في الأعمال الفنية) داخل شبكة المترو في لندن، مخفيا وجهه بكمامة ومعتمرا قبعة وواضعا نظارات واقية. ويحمل هذا العمل عنوان “إذا لم تضع الكمامة فإنك لم تفهم شيئا”. وهو يصوّر جرذا يعطس بجانب آخر يغطي فمه بكمامة. ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن العمل الذي كشف عنه عبر إنستغرام أزيل على يد عمال تنظيف في هيئة النقل المشترك في العاصمة البريطانية كانوا “يجهلون” أنه لبانكسي. وكان بانكسي عرض عملا مايو الماضي مهدى لجهاز الصحة الوطني، في مستشفى تحيةً للطواقم الطبية التي تحارب كورونا في ثاني أكثر الدول تأثرا بهذا الوباء. ونشر الفنان صورة للعمل عبر إنستغرام وهو يظهر صبيا يرتدي سروالا بحمالات يلعب مع ممرضة تضع مشلح بطل خارق. وكتب الفنان الذي لا تعرف هويته في رسالة إلى الطواقم العاملة في المستشفيات “شكرا لكم على كل ما تقومون به. آمل أن يضفي هذا العمل بعض النور على المكان مع أنه بالأسود والأبيض فقط”. وكانت إيطاليا أعادت الثلاثاء إلى فرنسا جدارية رسمها بانكسي بعدما سرقت من مسرح باتاكلان في باريس، الذي قتل فيه مسلحون إسلاميون العشرات من الأشخاص في هجوم في نوفمبر 2015. وفي يونيو 2018، رسم بانكسي جدارية لامرأة محجبة يبدو على وجهها الحزن على باب مخرج قسم الطوارئ في مسرح الحفلات الذي قتل فيه 90 شخصا في إحدى الهجمات منسقة بالعاصمة الفرنسية أوقعت في المجمل 130 قتيلا. وعثرت الشرطة الإيطالية على الباب، الذي سرق في يناير 2019، الشهر الماضي في مزرعة وسلمته للسفير الفرنسي في روما الثلاثاء الذي يوافق يوم الباستيل وهو أهم عيد وطني فرنسي. وقال السفير كريستيان ماسيه خلال مراسم بالسفارة “استعادة هذا الباب في عيدنا الوطني لحظة مؤثرة للغاية… (هذا الباب) كان شاهدا على مذبحة حصدت أرواح 90 شخصا”. وأضاف “هرب كثيرون عبر هذا الباب المخصص للطوارئ. عاش وسمع وشهد المذبحة بأكملها”.
مشاركة :