الرباط- اختار الفنان التشكيلي المغربي عبدالعزيز هنو المتخصّص في الرسوم الثلاثية الأبعاد، حائط إعدادية القدس الثانوية المطل على شارع محمد الخامس بمدينة بني ملال (وسط غرب المغرب)، ليرسم عليه جدارية عملاقة، تكريما منه للمدينة وسكانها، ولمختلف المهن والأعمال المنخرطة في مكافحة فايروس كورونا المستجد. وضمّت الجدارية التي استغرق إنجازها حوالي أربع ساعات من الوقت، بورتريهات كل الأطر التي تشتغل ليل نهار بهدف احتواء فايروس كوفيد – 19، حيث بدت في اللوحة الممرضة ورجال الأمن وعامل النظافة والمعلم والصحافي يقفون جميعا جنبا إلى جنب في مشهد بثوب الأبطال، انصهار فرضته تضحياتهم من جهة ورغبة المجتمع المدني المغربي في تكريمهم ودعم عملهم من جهة أخرى. ويقول عبدالعزيز هنو “لقد فكرت في إهداء الجدارية لمدينتي، وأنا جد سعيد في هذا اليوم الذي أنجزت فيه هذه الجدارية الكبرى والضخمة بمركز مدينة بني ملال”. عبدالعزيز هنو اختار تكريم كل من ساهم في إنقاذ المغرب من الوباء بجدارية عملاقة يحيّي فيها المواطنون جهود الفاعلين وأضاف وهو يقف على السلم ويده اليمنى تمسك بالريشة واليد الثانية على الكمامة “لقد حضر في هذه المناسبة نادي الصحافة والمراسلون الصحافيون ورجال الأمن وجميع مكونات المجتمع المدني المغربي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المجهودات الجبارة التي قام بها جميع المتدخلين في جائحة كورونا، وأستغل الفرصة لأوجه الشكر لهم جميعا”. وأوضح أنه رسم “المجتمع المدني وسط الجدارية، وهم عبارة عن مواطنين يطلون من الشرفة على كل من ساهم بعمله في احتواء الجائحة ويتبادلون التحايا ويلوحون بالأعلام الوطنية، كدليل على أن المغرب قد انتصر على وباء كورونا”. واعتبر هنو، أن هذه الجدارية هي تعبير صغير لدور كبير لعبه موظفو الصحة والأمن والنظافة والصحافة والوقاية المدنية.. طيلة فترة الحجر الصحي الذي اتبعه المغرب منذ 20 مارس الماضي، للقضاء على انتشار فايروس كورونا. وذكّر هنو بالدور الذي لعبته السلطات المغربية في إقناع المواطنين بالمكوث في منازلهم لتفادي الإصابة بالفايروس حتى تمر الأمور بسلام، قائلا “لاسيما ونحن على أبواب رفع الحجر الصحي”، متمنيا أن “يكون جميع المواطنين المغاربة بسلام وبأمن وأمان”. بورتريهات كل الأطر التي تشتغل ليل نهار بهدف احتواء فايروس كوفيد – 19 بورتريهات كل الأطر التي تشتغل ليل نهار بهدف احتواء فايروس كوفيد – 19 وأشار، إلى أنه شارك مؤخرا في بعض الرسوم التي مرّت ببعض القنوات التلفزيونية المغربية ومنها القناة الثانية “دوزيم” حول اللوحات الثلاثية الأبعاد التي يرسمها على سطح بيته. لكنه نقل مؤخرا عمله الفني إلى الشارع لكي يطلع المواطنون عليه، وبالتالي يكون قريبا من جمهوره المحب لهذا الفن، وكذلك قريبا من المواطنين حتى يحسّسهم بالدور الذي لعبه الجنود ورجال الأمن والأطقم الطبية وشبه الطبية وعمال النظافة والصحافيون ورجال التعليم في تجنيب البلاد كارثة محققة. وقد حضر إنجاز هذا العمل الفني العديد من الفنانين والمثقفين المغاربة على غرار الكاتب والروائي المغربي عبدالكريم جويطي والفنان الموسيقي عبدالهادي غيور، وعدد من المواطنين الذين استوقفهم العمل الفني لالتقاط صور وتشاركوها مع أصدقائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وعبدالعزيز هنو فنان تشكيلي من مواليد 1961 بمدينة بني ملال، متخصّص في الرسوم الثلاثية الأبعاد، بدأ التعاطي مع هذا الفن منذ الابتدائي بالمدرسة العمومية، وطوّر فنه وتقنياته عبر البحث والمثابرة. حيث يتوفر حاليا على ما يزيد عن مئة لوحة ثلاثية الأبعاد، رسمها كلها على سطح منزله، تصل مساحة كل واحدة حوالي 25 مترا مربعا. وهو بالإضافة إلى هوايته الفنية رجل تعليم ومراسل صحافي لعدة منابر إعلامية. وعن اختياره إنجاز لوحاته فوق سطح بيته، قال هنو “هو الفضاء الذي يمكنني العمل فيه بكل راحة في غياب الفضاءات بالمدينة. وقد تعوّدت عرض هذه اللوحات على صفحتي بفايسبوك فتحصد ملايين الإعجابات”.
مشاركة :