تبرعت الصين اليوم الأربعاء بمجموعة متنوعة من الإمدادات الطبية لأوغندا في إطار ما أصبح عرفا سنويا حيث يعمل البلدان على تعزيز العلاقات في الجهود المبذولة لبناء مجتمع يتمتع بصحة أفضل. وقد قام تشنغ تشو تشيانغ، سفير الصين لدى أوغندا، بتسليم الإمدادات، التي تضمنت أدوية ومعدات، إلى مستشفى الصداقة الصيني-الأوغندي في العاصمة الأوغندية كمبالا. وكان المستشفى، الذي يضم 100 سرير، في حد ذاته تبرعا من الحكومة الصينية وهناك خطط، وفقا لما ذكرته إدارة المستشفى، لتوسيع هذه المنشأة. وفي ممرات وأقسام المستشفى، من الشائع رؤية أطباء صينيين يرتدون معاطف طبية بيضاء. فالصين ترسل فرقا طبية إلى أوغندا منذ عام 1983. هذا النوع من المساعدة الطبية يعد ظاهرة شائعة في العديد من البلدان الإفريقية، حيث يعود تاريخه إلى عام 1963 عندما أرسلت الصين أول فرقها الطبية إلى إفريقيا. يصادف هذا العام مرور 14 عاما على انعقاد القمة الأولى لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) في بكين. فقد تم إنشاء إطار منتدى فوكاك لتعميق التعاون الصيني-الإفريقي. وفي معظم قمم فوكاك، كانت الالتزامات الصحية سمة بارزة. فخلال القمة الأخيرة التي عقدت في 2018 في بكين، أعلنت الصين التعاون في ثمانية مجالات رئيسية، وكانت الرعاية الصحية من بينها. أما المجالات الأخرى فهي التطوير الصناعي، وربط البنية التحتية، وتيسير التجارة، والتنمية الخضراء، وبناء القدرة، والتبادلات الشعبية، والسلام والأمن. واختبرت ظهور جائحة كوفيد-19 علاقات توفير الرعاية الصحية بين الصين وإفريقيا. فعلى الرغم من أنها تضررت بشدة من الجائحة، إلا أن الصين لم تكل من إرسال مساعدات طبية إلى إفريقيا حيث تتزايد حالات الإصابة بكوفيد-19. وقد عُقدت قمة استثنائية بين الصين وإفريقيا بشأن التضامن في مواجهة كوفيد-19 في الشهر الماضي عبر رابط فيديو في إطار الجهود الرامية إلى دعم إفريقيا في مكافحة الجائحة. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في القمة إن "الصين تسرع إلى المضي قدما في تنفيذ الإجراءات التي أعلنتها في افتتاح جمعية الصحة العالمية، ومواصلة مساعدة البلدان الإفريقية عبر توفير المستلزمات، وإرسال فرق من الخبراء، وتيسير شراء إفريقيا للمستلزمات الطبية من الصين". وذكر أن الصين ستبدأ قبل الموعد المحدد في بناء مقر المركز الإفريقى لمكافحة الأمراض هذا العام، والعمل مع إفريقيا لتحقيق التنفيذ الكامل لمبادرة الرعاية الصحية التى تبنتها قمة فوكاك ببكين، وتسريع بناء مستشفيات الصداقة الصينية الإفريقية وتسريع التعاون بين المستشفيات الصينية والإفريقية التي تجمع بينها شراكة". وتابع شي قائلا "نتعهد بأنه بمجرد الانتهاء من تطوير وتعميم استخدام لقاح لكوفيد-19 في الصين، ستكون الدول الإفريقية من بين أولى الجهات المستفيدة منه". وقد أرسلت الصين حتى الآن مستلزمات تشتد الحاجة إليها، وأوفدت خبراء طبيين، وشاركت تجربتها في مكافحة الجائحة عبر مؤتمرات بالفيديو مع العديد من البلدان الإفريقية. وأعرب الاتحاد الإفريقي في بيان صدر في 13 يونيو عن تقديره لجهود الصين بما في ذلك تخصيص جزء من قدرتها التصنيعية لضمان توريد 30 مليون مجموعة اختبار و10 آلاف جهاز تنفس صناعي و80 مليون قناع وجه كل شهر للقارة. وقد صرح إيمانويل باتيبوي، الخبير الطبي ومدير مستشفى الصداقة الصيني الأوغندي، لـ((شينخوا)) يوم الأربعاء بأن الجانبين، إفريقيا والصين، يحتاجان الآن إلى تعزيز تعاونهما فى مجالات البحوث وتنمية الموارد البشرية. وأشار باتيبوي إلى أنه من خلال التعاون الطبي، يمكن أن يكون لدى الجانبين برامج لتبادل الطلاب حيث يأتي طلاب الطب الصينيون إلى إفريقيا ويدرسون الأمراض الاستوائية فيما يمكن للطلاب الأفارقة الذهاب إلى الصين ومعرفة المجالات التي تهم القارة. وذكر أن الخبراء الصينيين وزملائهم الأفارقة يمكنهم أيضا الاستفادة من التعاون في إجراء بحوث مشتركة.
مشاركة :