استضاف النادي الأدبي بالرياض في أمسية افتراضية الناقد والباحث المغربي المعروف الدكتور سعيد يقطين، ضمن سلسلة حوارات وتجارب التي أطلقها النادي في وقت سابق. افتتح الأمسية الدكتور صالح السهيمي بترحيب وتعريف موجز بالضيف الكبير، ترك بعدها الحديث للدكتور سعيد الذي استعرض طرفا من ذكرياته الدراسية وبدايات علاقته بالدرس الأدبي والنقدي في سن مبكرة، مشيرا إلى استمرارية تجربته في الاشتغال بالبحث والدراسة ومحاولة المساهمة في تطوير الفكر والثقافة العربية من خلال ربطها بأصولها التراثية وبما يزخر به العالم المعاصر من رؤى ونظريات، منطلقا في تحقيق ذلك بالاشتغال بالسرد بكل ما يشمل من أجناس وخطابات ينتجها الإنسان، متخذا من دراسة «الرواية» عتبة للعبور نحو تلك العوالم، ليقدم عبرها تصورا ملموسا ينطلق منه في التحليل، يحاذر أثناءه من التردد بين مختلف المناهج والتصورات، معتبرا هذا الاختيار والتوجه أساسيا في حياته العلمية والأكاديمية. مشيرا إلى تمكنه من إنجاز أعمال عديدة اتصل بعضها بالرواية العربية الحديثة وبعضها الآخر بالسرد العربي القديم، بالإضافة إلى منجزات أخرى تتصل بالثقافة الجديدة بتشكلاتها المختلفة في الوسائط الرقمية التي يعتبرها رهان الثقافة العربية في المستقبل، مع التأكيد على انفتاح تلك المنجزات على التطوير والمراجعة. كما تناول اللقاء العديد من القضايا والإشكالات المتصلة بالدرس الأدبي والنقدي سلط فيها الدكتور سعيد يقطين الضوء على إشكالية المصطلح السردي مع توسع في مبحث السرديات عموما بعد التوقف عند المصطلح، وبيان إشكالية التعامل مع المصطلحات الغربية، إضافة إلى إيضاح أوجه تميز السرد العربي القديم، مع المطالبة بإعادة قراءة التراث العربي بشكلٍ أكثر وعيا بطبيعته وبالمنجزات النظرية الحديثة، مؤكدا أن تحديث الأدوات النقدية هو حجر الزاوية في تطوير الدراسات العربية، قبل أن يختم حديثه بسرد مفصل حول جنس «الرواية» التي يعتبرها كثيرون «ديوان العرب» مرجعا الزخم المتزايد حولها إلى تطور المجتمعات العربية في العصر الحديث. ليترك المجال بعدها للمداخلات والاستفسارات التي سايرت ضيف اللقاء في التميز والإضافة العلمية والمنهجية.
مشاركة :