أكد خبراء ومحللون غربيون أن غالبية المواطنين اللبنانيين يُحملّون ميليشيات «حزب الله» الإرهابية مسؤولية الأزمة الاقتصادية الحالية، ويتهمونها بأنها «دمرت بلادهم، عبر الزج به في حروب متعاقبة». ويرى هؤلاء أنه لا فارق بين هذا «الحزب» وتنظيم «داعش الإرهابي»، مؤكدين أنه «لن يتغير أي شيء في لبنان، قبل نزع سلاح حزب الله ومحاكمة قادته». وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمعهد «جيتستون» الأميركي للأبحاث والدراسات، أكد الخبراء أن مواطنين لبنانيين يرون أن «حزب الله» يقوّض دعائم الاقتصاد الوطني عبر «سيطرته على مطار بيروت ومينائها، وتعاونه مع عصابات لتزييف الأموال، وتصنيع المخدرات وتهريبها، فضلاً عن حصوله على الكهرباء مجاناً، وامتناعه عن دفع أي ضرائب مستحقة على أنشطته الاقتصادية المتنوعة، وتوفيره الحماية للسياسيين الفاسدين». وفي الوقت نفسه كشف محللون غربيون النقاب عن أن الأزمة المالية الحادة، التي تواجهها ميليشيات «حزب الله»، أجبرتها على تخفيض رواتب مسلحيها بنسبة لا تقل عن 60%، ووقف عمليات تجنيد أي عناصر جديدة، كما اضْطُرت قادتها لطلب المساعدة من قوى غربية ناصبوها العداء لسنوات طويلة. وأوضحوا أن الأزمة الناجمة عن تقلص الدعم المالي الخارجي، الذي كانت تحصل عليه هذه الميليشيا، أرغمت زعيمها حسن نصر الله على التخلي عن تهديداته الجوفاء ضد الولايات المتحدة، التي كان يحلو له اتهامها بالعداء للبنان، وذلك نظراً لكونه يأمل في أن تتدخل الإدارة الأميركية لـ «إنقاذ لبنان، وإنقاذه هو وجماعته المسلحة أيضاً، من تبعات الأزمة الاقتصادية الحالية، التي تُوصف بالأسوأ في التاريخ اللبناني، وتشكل أكبر تهديد للاستقرار في هذا البلد، منذ انتهاء الحرب الأهلية هناك». وبحسب تصريحات المحللين الغربيين، يعكس تغيير نصر الله للهجته في الحديث عن واشنطن وترحيبه الضمني بتقديمها دعماً اقتصادياً لبيروت، محاولة لـ«خداع الأميركيين، لدفعهم إلى تسهيل حصول الحكومة اللبنانية على قروض غربية». وبحسب تقديرات مستقلة، أدت العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على دول داعمة لـ«حزب الله»، إلى حرمان هذه الميليشيا الإرهابية، من جانب كبير من المساعدات التي كانت تحصل عليها من هذه البُلدان، يبلغ قرابة 700 مليون دولار سنوياً. وفي ظل تفاقم الضائقة المالية التي تعاني منها الميليشيا، قال حسن نصر الله في كلمة متلفزة ألقاها قبل أقل من أسبوعين، إنه لا يمانع من أن تمد واشنطن يد العون لبيروت لمواجهة أزمتها الاقتصادية. وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمعهد «جيتستون» الأميركي للأبحاث والدراسات، شدد الخبراء الغربيون على أن تبني نصر الله لهجة تصالحية حيال أميركا، جاء بعدما «عجز في ظل الأزمة المالية الحالية، عن صرف رواتب إرهابيي حزبه».
مشاركة :