لوزان (سويسرا) - أعلن الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية منذ 2013 الجمعة في افتتاح الجمعية العمومية الـ136 ترشحه لولاية ثانية في العام 2021. ورغم أن هذا القرار لم يكن مفاجئا للكثيرين، إلا أنه أفرز مجموعة من التساؤلات حول مصير الولاية الثانية للألماني والتي ستكون مليئة بالتحديات، وأول تحد سيواجهه في مستهل ولايته كيفية تجاوز عقبة أولمبياد طوكيو المهددة إقامتها بسبب وباء كورونا المستجد. وقال باخ مطلع جلسة بُثّت عبر الفيديو “في السنوات الأخيرة سألني الكثير منكم حول انتخاب الرئيس العام المقبل. أنا ممتن ومتأثر بشدة من كلمات التشجيع والثقة (..) إذا أردتم ذلك، أنتم أعضاء اللجنة الدولية، فأنا مستعدّ لولاية جديدة لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، من أجل الاستمرار في خدمتكم وخدمة الحركة الأولمبية التي نحب كثيرا، لأربع سنوات إضافية”. وخلف باخ (66 عاما) البلجيكي جاك روغ في 2013 لولاية مدتها ثماني سنوات. وسيترشح لفترة ثانية مدتها أربع سنوات في الدورة المقررة في يونيو 2021 في أثينا. مزاعم تزكية يزعم باخ، المتوّج بذهبية الفرق في المبارزة في أولمبياد مونتريال 1976، أن عددا كبيرا من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية اتصلوا به مؤخرا يسألونه عن رغبته في إعادة الترشح. واستهل مشواره الإداري عندما أصبح متحدثا باسم الرياضيين في ألمانيا الغربية لخوض أولمبياد موسكو 1980، والذي انتهى بمقاطعة الدول الغربية احتجاجا على التدخل السوفييتي في أفغانستان في ديسمبر 1979. وبحسب استطلاعات رأي أبرزتها تقارير صحافية سابقا، فإن الألماني لا يحظى بتأييد كبير على رأس الأولمبية، خصوصا أن فترة ولايته الأولى شابها الكثير من الهزات مما قد يؤثر على نيله ولاية ثانية. ولا شك أن مشوار الألماني لن يكون مفروشا بالورود في مستهل الولاية الثانية التي ينتظر أن تنطلق العام المقبل وتتزامن مع إقامة أولمبياد طوكيو. سبق لباخ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن حذرا من أن تأجيل الألعاب مرة جديدة لن يكون ممكنا ويتعين على باخ مواجهة التداعيات الرياضية لجائحة فايروس كورونا المستجد والتي أدّت إلى تأجيل أولمبياد طوكيو إلى صيف 2021. وستقوم الجمعية العمومية المنعقدة للمرة الأولى “افتراضيا” بانتخاب أعضاء جدد في اللجنة الدولية من بينهم رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى البريطاني سيباستيان كو. وأبدى باخ الخميس رغبته في تفادي إقامة دورة الألعاب الأولمبية من دون جمهور. مخاوف كبيرة كان من المقرر أن ينطلق أولمبياد العاصمة اليابانية في 24 يوليو الحالي لكن تفشي كوفيد – 19 دفع إلى تأجيله إلى العام المقبل، وسط مخاوف متواصلة بشأن القدرة على إقامته بشكله المعتاد، في حال لم يتم احتواء الجائحة بالحد الكافي. وأكد باخ رغبته في تفادي هذا الترتيب في أكبر حدث رياضي عالمي والذي يستقطب عشرات الآلاف من المشجعين لدى إقامته كل أربعة أعوام. وقال في لقاء صحافي عبر الاتصال المرئي “ألعاب أولمبية خلف أبواب موصدة هي أمر لا نريد القيام به”. وتابع “نعمل على حل من أجل الألعاب الأولمبية يضمن من جهة صحة كل المشاركين، ويعكس من جهة أخرى الروحية الأولمبية”. وسبق لباخ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن حذرا من أن تأجيل الألعاب مرة جديدة لن يكون ممكنا، ما أثار مخاوف من اضطرار المنظمين إلى إلغاء دورة ألعاب أولمبية بالكامل للمرة الأولى في زمن السلم. وأكد منظمو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية أنهم أمّنوا جميع المنشآت اللازمة لاستضافة هذا الحدث ما يزيل عقبة كبيرة أمام إقامته. وأشارت اللجنة المنظمة إلى أن عملية إعادة الأموال لحاملي التذاكر غير القادرين على حضور الألعاب في موعدها الجديد، ستبدأ في أواخر العام الحالي. وأبلغت اللجنة المنظمة لطوكيو 2020 عن التقدم الذي تحقق، خلال اجتماع عبر الإنترنت مع اللجنة الأولمبية الدولية، مؤكدة أن الألعاب المؤجلة ستستخدم جميع المنشآت التي كانت محجوزة هذا الصيف للحدث. وقال هيديماسا ناكامورا، المسؤول في اللجنة المنظمة المحلية، إن جدول أحداث 2021 سيكون إلى حد كبير مشابها لما كان مخططا له الصيف الحالي لو أقيمت الألعاب في موعدها. وأوضح ناكامورا في مؤتمر صحافي من طوكيو قبيل اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية “لا يزال هناك عمل يتعين القيام به. لكننا حققنا خطوة كبيرة“.
مشاركة :