رفعت السعودية إنتاجها من النفط الخام إلى مستوى قياسي في حزيران (يونيو) الماضي لتعيد التأكيد على استراتيجيتها الرامية للدفاع عن الحصة السوقية وتلبي زيادة في الطلب العالمي والمحلي. وضخت السعودية 10.56 مليون برميل يوميا من النفط الشهر الماضي بزيادة 231 ألف برميل يوميا عن أيار (مايو) بحسب أرقام رسمية أصدرتها أوبك أمس. وزادت السعودية إنتاجها زيادة مطردة في الأشهر القليلة الماضية. وفاقت بيانات حزيران (يونيو) مستويات الذروة المسجلة في الفترة الأخيرة وفقا لسجلات ترجع إلى أوائل الثمانينيات. ووفقا لـ"رويترز"، تسلط زيادة الإنتاج الضوء على عزم السعودية الدفاع عن حصتها السوقية في مواجهة المنتجين مرتفعي التكلفة مثل منتجي النفط الصخري الأمريكيين ومصادر الإمدادات المنافسة الأخرى. وتبرز زيادة الإنتاج أيضا النمو القوي في الطلب العالمي وزيادة إمدادات الخام إلى مصافي التكرير ومحطات الكهرباء المحلية خلال الصيف عندما يتنامى استخدام مكيفات الهواء مع قيام المملكة بشحن المزيد من المنتجات النفطية. وعلى سبيل المثال زادت كمية الخام المستخدمة في توليد الكهرباء العام الماضي من نحو 350 ألف برميل يوميا في آذار (مارس) الماضي إلى نحو 830 ألف برميل يوميا في حزيران (يونيو) بحسب مبادرة البيانات النفطية المشتركة. وعالجت مصافي التكرير المحلية 1.852 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل) 2014 لكن في نفس الشهر من العام الحالي ارتفعت تلك الكمية إلى 2.224 مليون برميل يوميا حسبما تظهره بيانات المبادرة. وعلاوة على ذلك بلغت شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير (ياسرف) وهي مشروع مشترك بين أرامكو السعودية وسينوبك الصينية طاقتها التكريرية الكاملة البالغة 400 ألف برميل يوميا في أواخر حزيران (يونيو). وصدرت السعودية 7.737 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل) وهو أحدث شهر تتوافر فيه مثل تلك البيانات. كان إنتاج آذار (مارس) أعلى من ذلك بقليل إذ بلغ 7.898 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى في نحو عشر سنوات. وكان وزير البترول السعودي علي النعيمي قد قال إنه من المرجح أن يظل الإنتاج السعودي قرب عشرة ملايين برميل يوميا مبديا تفاؤله بشأن توقعات الطلب الآسيوي على النفط. وقال النعيمي إنه يتوقع تسارع الطلب على النفط في النصف الثاني من 2015 مع تراجع المعروض. وقالت أوبك اليوم إنها تتوقع نمو الطلب على خامها 860 ألف برميل يوميا في 2016 إلى 30.07 مليون برميل يوميا. لكنها خفضت تقديراتها للطلب على خامها هذا العام بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 29.21 مليون برميل يوميا. وقالت المنظمة في تقريرها الشهري بحسب "رويترز" إنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بواقع 1.34 مليون برميل يوميا في 2016، ارتفاعا من نمو نسبته 1.28 مليون برميل يوميا هذا العام. وأضافت أن نمو الطلب العالمي على النفط قد يفوق أي زيادة في المعروض من خارج أوبك وأنواع النفط الخفيفة الفائقة الجودة مثل المكثفات، بما يزيد من الطلب على خام أوبك. وقال مختصون اقتصاديون لدى أوبك في التقرير:"سيعني ذلك ضمنا تحسنا باتجاه سوق أكثر توازنا". وتقبع أسعار النفط حاليا قرب نصف مستوياتها قبل عام، إذ بلغ سعر القياس العالمي مزيج برنت 57.70 دولار للبرميل، انخفاضا من ذروته فوق 115 دولارا في حزيران (يونيو) 2014. ويضغط انخفاض الأسعار على منتجي النفط ذوي التكلفة العالية، وتسبب في انخفاض حاد في عدد منصات التنقيب عن النفط، خصوصا في أمريكا الشمالية. وذكرت أوبك أنه من المتوقع أن ينمو معروض النفط من المنتجين غير الأعضاء في المنظمة بواقع 300 ألف برميل يوميا فقط، في 2016 بانخفاض حاد عن نمو قدره 860 ألف برميل يوميا هذا العام. ومن المتوقع أن يشهد إنتاج النفط الأمريكي نموا أقل بكثير في 2016. وشهد إنتاج الخام الأمريكي زيادات سريعة على مدى السنوات الخمس الماضية، بفضل تطوير موارد النفط الصخري الضخمة من خلال تقنية التكسير الهيدروليكي. وقالت أوبك :"من المتوقع أن ينمو إجمالي إنتاج السوائل الأمريكية بواقع 330 ألف برميل يوميا، وهو ما لا يمثل سوى ثلث معدل النمو المتوقع هذا العام والبالغ 930 ألف برميل يوميا". وزاد معروض النفط العالمي بوتيرة أسرع كثيرا من الطلب في العام الحالي، بإسهام رئيسي من أوبك التي يسعى أعضاؤها إلى حماية حصتهم في السوق بما أدى إلى ارتفاع المخزونات. وقدرت أوبك بناء على بيانات من مصادر ثانوية أن يزيد إنتاج المنظمة من النفط الخام 283 ألف برميل يوميا إلى 31.38 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو) 2016، بدعم من العراق والسعودية ونيجيريا في الأساس.