مشاعر مختلطة لليونانيين حول اتفاق ينقض نتائج «الاستفتاء»

  • 7/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استقبل اليونانيون نبأ اتفاق أثينا مع دائنيها بشيء من الارتياح المختلط بمشاعر الغضب، خصوصا من ألمانيا بعد أن بدا من الواضح أن اليونان ستضطر لقبول المزيد من التقشف الذي قد يعصف بالحكومة. وسيعود رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس الذي جافى عينيه النوم إلى أثينا للترويج لاتفاق أشد قسوة من المقترحات التي رفضها اليونانيون بأغلبية كبيرة في الاستفتاء الذي أجري في الخامس من تموز (يوليو). وستكون أمامه أيام لإخماد المعارضة داخل صفوف حكومته - ربما من خلال الإطاحة بالمتشددين - وتمرير قوانين خاصة بالإصلاح في البرلمان. وقبل أن تتضح المعالم النهائية للاتفاق قام أحد وزراء تسيبراس بالحشد ضد الاتفاق واصفا إياه بأنه غير قابل للتطبيق وتوقع إجراء انتخابات مبكرة خلال شهور. وسيحتاج تسيبراس إلى دعم نواب المعارضة وقد يكون ذلك من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقررت الحكومة اليونانية مجددا أمس تمديد إغلاق المصارف لفترة يفترض أن يتم الإعلان عنها لاحقا، بحسب ما قال مصدر في وزارة المالية لوكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف المصدر أنه بعد اجتماع بين نائب وزير المالية ديميتريس مارداس ومديري المصارف اليونانية الرئيسة، ورغم التوصل إلى اتفاق في بروكسل، قررت الحكومة الاستمرار في الحفاظ على ضوابط رأس المال و"إغلاق المصارف". وذكرت شبكة بلومبيرج الإخبارية أمس أن البنك المركزي الأوروبي أبقى على مساعداته الطارئة للنظام المالي اليوناني عند مستواها الحالي الذي يبلغ 89 مليار يورو (94.4 مليار دولار). وصب بعض اليونانيون جام غضبهم على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله في الوقت الذي يعاني فيه اقتصادهم ركودا استمر سنوات وأغلقت فيه مصارف بلادهم وتغلق فيه عشرات الشركات يوميا. وتضمنت عناوين الصحف اليومية إشارات إلى الحرب العالمية الثانية ودعت الصحف إلى رفض ما تراه محاولات من جانب برلين لإذلال اليونان كعقوبة لها على معارضتها لتطبيق سلسلة أخرى من إجراءات التقشف. وأبدى اليونانيون غضبهم بوجه خاص من مقترح شيوبله بإخراج اليونان من منطقة اليورو بشكل مؤقت وهو الاقتراح الذي لم يدرج في الاتفاق. ورأى كثير من اليونانيين أن هذا الاقتراح بمنزلة طرد لليونان من دون وجه حق، بحسب ما نقلته وكالة رويترز أمس. وقالت إحدى الصحف "اليونان في أوشفيتز. شيوبله يسعى إلى هولوكوست في أوروبا". وقالت صحيفة أخرى "الألمان يعودون .. ليس بصلابة درعهم وإنما بقوة اقتصادهم. يريدون أن يفرضوا سياساتهم على حكومات أوروبا التي من المفترض أن تكون متحدة. السيد شيوبله المنتقم كشف عن خطته لخروج اليونان لمدة خمس سنوات من منطقة اليورو". وأكد تسيبراس في بيان في بروكسل أن خطة الإنقاذ ستحول دون استمرار الانزلاق في هاوية الركود وأنها حالت أيضا دون انهيار المصارف اليونانية. واحتشد محتجون البارحة في وسط أثينا للاعتراض على الاتفاق فيما يتأهب المتشددون في حزب سيريزا لخوض معركة ضد الاتفاق. وقالت المجموعة المتشددة داخل الحزب اليساري في بيان على موقعها الإلكتروني "بعد 17 ساعة من التفاوض توصل زعماء منطقة اليورو إلى اتفاق مذل لليونان والشعب اليوناني". ودفع زعماء منطقة اليورو اليونان للاضطرار إلى وضع جزء من سيادتها تحت الإشراف الخارجي مقابل الموافقة على مباحثات حول خطة إنقاذ مالي بقيمة 86 مليار يورو لإبقاء البلد الذي اقترب من الإفلاس في منطقة اليورو. وأرغمت الشروط التي وضعها الدائنون الدوليون بقيادة ألمانيا خلال القمة الطارئة التي استمرت طوال الليل تسيبراس على التخلي عن وعوده بإنهاء التقشف وهو ما قد يؤدي إلى الإطاحة بحكومته. وستحصل اليونان على حزمة الإنقاذ الجديدة إذا ما نجح تسيبراس في تنفيذ جدول زمني ضيق لتطبيق إصلاحات لا تحظى بشعبية تتعلق بالضريبة المضافة والمعاشات وخفض الإنفاق. وسيتعين على اليونان تطبيق ستة إصلاحات كبيرة في موعد أقصاه ليل الأربعاء تشمل خفض الإنفاق وزيادة ضرائب وإصلاح المعاشات وإقرار البرلمان لحزمة الإنقاذ بأكملها قبل بدء المباحثات وفق ما قرر الزعماء. وقال وزراء مالية منطقة اليورو إن اليونان بحاجة إلى تمويل بقيمة سبعة مليارات يورو قبل 20 تموز (يوليو) حين سيتعين عليها سداد قيمة سندات مستحقة للبنك المركزي الأوروبي و12 مليار يورو في موعد أقصاه منتصف آب (أغسطس) تاريخ استحقاق ديون أخرى للبنك.

مشاركة :