حين أعلن الأستاذ محظوظ مقتل (الشخص) بداخله، كان يهدف إلى غلق الصندوق نهائياً على حياته الشخصية، التي يعرف المقربون أنها تحطمت تماماً، بمجرد قصفها بالحكم القاسي؛ حيث انقسم سكان قلبه إلى فريقين: فريق وجد نفسه مشلولاً لا يدري كيف يساعده؛ رغم إيمانه بانتصاره في النهاية! وفريق لم يخفِ شماتته؛ اعتقاداً منه أن من يعادي هذا التيار فهو يعادي الدين الحنيف! وبين الفريقين أشخاص وقفوا معه طيلة الخمس سنوات؛ رغم تشاؤمهم الذي كان ينظر بعين الشفقة لتفاؤله المفرط؛ فقد ظل يؤكد أنه لن يدخل السجن ودخله (3) مرات! وكان يسخر من احتمال إدانته؛ فهو من طلب الإحالة على الشرع! ويقسم أن أقصى عقوبة يخشاها هي تعيينه إماماً وخطيباً لجامع كبير! وها هو يعزَّر بالسجن (3) سنوات، والجلد (٣٠٠) جلدة، والإبعاد عن التعليم والإعلام ومنابر التوجيه! يعني (موت وخراب ديار)!! فكان طبيعياً أن ينهار أولئك الأشخاص، ويستسلموا، ويندموا على مجاملتهم له، وعدم مواجهته بالواقع منذ البداية! ولأنهم يحبونه حقاً راحوا يصبون عليه أقسى عبارات اللوم والتقريع: ماذا استفدنا من بطولاتك يا سقراط؟ لو فكرت في أسرتك ما ضيَّعت كل هذه السنين في معركةٍ خاسرة! وبدل أن تقترض وتبني لهم بيتاً، ها أنت تضطر لبيع الأرض الوحيدة التي تملكها (وكانت منحةً حصل عليها باسمه شقيقه الأصيل/ عواض)!! ولم يكن يبدي أي تأثر سلبي لذلك، إلى أن ضبطته (أم بناته وولده) يفحص مسدساً، لم يستخدمه قط خلال (13) عاماً؛ زاعماً أنه يريد أن يرخِّصه فقط! ولم تعرف وقتها: هل كان ينوي قتل أحد من خصومه أم الانتحار؟ كما لم يعرف هو أين اختفى ذلك المسدس إلى اليوم!! كان كل ما يقلقه من تنفيذ الحكم هو الحرمان من (عصافيره)، ولذلك التصق بها أكثر، واستمر يعلمها بنفسه، ليس المقررات الرسمية فحسب، بل والخط والرسم والموسيقى والرقص والغناء؛ رغم أنه معمَّمٌ عنه، ويتوقع القبض عليه في أية لحظة! وظل (10) أشهر يهرب من شقة مفروشة إلى أخرى، باسم شقيقه الأصغر (صالح)؛ حتى فوجئ بابنته النايفة (5 سنوات حينها) تغني: يا سلامي عليكم يا السعودية * يا ديار (الشقق) يا دار (الأطفالِ)!! نقلا عن مكة
مشاركة :