تحقيق: راندا جرجس يصيب داء العضال الغدي الجهاز التناسلي الأنثوي خلال سنوات الإنجاب ويزول مع انقطاع الطمث ويعد من الأسباب الرئيسية في استئصال الرحم، وتحدث هذه الإصابة نتيجة انتقال غدد البطانة الرحمية إلى منطقة العضل وتتكاثر على شكل أعشاش، ما يؤدى إلى إصابة خلايا الرحم بالتضخم، وفى أغلب الحالات تكون الأعراض صامتة ما ينجم عنه تأخير التشخيص، وفى السطور القادمة يخبرنا الخبراء والاختصاصيون عن هذا الموضوع تفصيلاً. تقول الدكتورة أزهار شيت استشارية أمراض نساء وتوليد والجراحة النسائية بالمناظير أن العضال الغدي لدى السيدات هو حالة يحدث بسببها اختراق البطانة الداخلية للرحم، وينتج عنه آلام أثناء الدورة الشهرية مع نزيف شديد، ويتكون الرحم من ثلاث طبقات تشكل معاً جداراً وهما: * البطانة الداخلية التي تزداد سمكاً بفعل الهرمونات التي يفرزها المبيض شهرياً وتتهيأ لاستقبال الجنين، وفى حالة عدم حدوث الحمل تتسلخ هذه البطانة وينتج عنها نزول الدورة الشهرية. * عضل الرحم ويتكون من العضلات الملساء. * غشاء البريتون وهو غشاء مصلى من طبقتين يغطى السطح الخارجي للرحم. أسباب الإصابة تذكر د.أزهار أن أسباب الإصابة بالعضال الغدي لدى السيدات غير معروف السبب حتى الآن ولكن هناك بعض النظريات التي تشير إلى أحد العوامل المسببة لهذه المشكلة، مثل:- * اختراق بطانة الرحم إلى العضلة في وقت مبكر من الحمل أو قبل أو بعد الولادة، حيث إن الالتهاب البسيط في البطانة خلال هذه الفترة يؤدى إلى انتقال الخلايا وتحفيز الأنسجة المهاجرة في عضل الرحم، وخاصة عند وجود مستقبلات هرمون الأستروجين. * العمليات الجراحية في منطقة الرحم، حيث ينجم عنها ترسب الأنسجة المبطنة في عضلة الرحم. فئة مستهدفة تشير د.أزهار إلى أن داء العضال الغدي لدى النساء يصيبهن خلال سنوات الإنجاب، ويستهدف على الأكثر السيدات بين سن 30 إلى 50 عاماً، ويرتبط بكثرة الولادات، حيث يسهل أثناء فترة الحمل اختراق البطانة إلى جدار الرحم، كما تؤدى العمليات الجراحية كالولادة القيصرية أو استئصال ورم ليفي إلى وجود اضطرابات في المنطقة نفسها، وكذلك المصابات ببطانة الرحم المهاجرة بنسبة تتراوح من 40 % إلى 50%، ومن لديهن فقر دم ناتج عن النزف الشديد أثناء الدورة الشهرية، بالإضافة إلى التدخين حيث وجد انخفاض مستويات هرمون الأستروجين في الدم لدى المدخنات. أعراض وعلامات تبين الدكتورة لورا ميلادو، أخصائية الإخصاب خارج الجسم أن أعراض داء العضال الغدي تختلف بشكل كبير بين امرأة وأخرى، وثلث الحالات المصابة لا يعانين من أية أعراض على الإطلاق، وفي المقابل يمكن أن تصل شدة المرض لدى نساء أخريات لدرجة إعاقتهن عن أداء واجباتهن اليومية، وتشمل العلامات المحتملة وجود تقلصات وانقباضات قوية في الرحم، ونزيف الحيض الثقيل، ألم عام في منطقة الحوض، والشعور بالضغط على المثانة والمستقيم أثناء حركة الأمعاء. وسائل تشخيصية تذكر د. لورا أن التقييم الطبي الكامل والتشخيص السليم يساعد في تحديد أفضل مسار للعلاج، وفى حال كانت المريضة تعاني أي أعراض لداء العضال الغدي، فيجب زيارة الطبيب لإجراء فحص بدني لتحديد ما إذا كان الرحم متورماً، وعمل بعض الاختبارات والفحوص الأخرى، كما يمكن أن يساهم إجراء السونار (الموجات فوق الصوتية) وفحص الرنين المغناطيسي في الحصول على صور عالية الدقة للرحم لتأكيد التشخيص بعد الموجات فوق الصوتية المهبلية. تعوق الخصوبة تؤكد د.لورا أنه لم ينشر حتى الآن أي بحث أو دراسة لإثبات وجود علاقة مباشرة بين الإصابة بداء العضال الغدي وبين الخصوبة، ولكن من خلال الواقع العملي للمريضات فإنه يؤثر في حدوث اختلالات في ثلاث مسارات وهما: نقل الرحم، وقبول بطانة الرحم، وعملية زرع الأجنة، والتي من شأنها أن تعيق علاجات الخصوبة، لكن الجانب الإيجابي في الأمر هو وجود العديد من العلاجات الإنجابية المتقدمة المتاحة التي يمكن أن تساعد الأزواج على أن يصبحوا آباء. معالجة دوائية تشير الدكتورة باسمة جمال الدين أخصائية أمراض النساء والتوليد إلى أن علاج العضال الغدي يعتمد على الأعراض التي تعانيها السيدة المصابة، وربما تحتاج الحالة إلى التدخل الجراحي ولكن يجب أن نبدأ بالمعالجة الدوائية التي تشمل: * مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تستخدم لتسكين الألم، وتخفيف النزف وتقليل كمية الدم في الوقت نفسه. * الأدوية الهرمونية التي تتمثل في الحبوب المانعة للحمل الحاوية على مركبي الاستروجين وتتناولها المريضة بصورة متقطعة أو بشكل مستمر، وحقن هرمون البروجسترون او غرسات تحت الجلد، كما يعتبر اللولب الهرموني جهاز يفرز هرمون بروجستروني بشكل مستمر لمدة ٤سنوات. * يعمل الليبروليد على تثبيط أفراز الهرْمون المُلوتن والهرمون المنبه للجُريب من الغدة النخامية، ما يؤدي إلى هبوط شديد في أفراز هرمون الأستروجين المسؤول عن تكاثر غدد بطانة الرحم. عمليات جراحية تبين د.باسمة أن بعض حالات الإصابة بداء العضال الغدي لدى السيدات يمكن أن تحتاج إلى المعالجة الجراحية من خلال الطرق الآتية: * استئصال جزء من الرحم المصاب عن طريق منظار البطن، حيث تخفف هذه المعالجة من الأعراض إلى حد كبير، ولكن من المحتمل عودة المرض بعد فترة وجيزة. * تصميم الشريان الرحمي الذي يجرى عن طريق قثطرة الشريان الرحمي، وحقنه بمواد من شأنها تقليل التروية الدموية للرحم، وبالتالي ضمور غدد العضال الغدي، وتحسن هذه العملية من أعراض عسرة الطمث وآلام الحوض خلال فترة طويلة ربما تمتد لأربع سنوات. * المعالجة بالأمواج الصوتية المركزة عالية الشدة، حيث يستخدم جهاز يمرر الأمواج الصوتية عالية الشدة في مكان محدد من الرحم تحت توجيه الأمواج الصوتية أو الرنين المغناطيسي، وتعتبر هذه الطريقة آمنة وفعالة لكنها ما تزال في إطار البحث العلمي. نسبة الشفاء تؤكد د.باسمة أن نسبة الشفاء من داء العضال الغدي لدى النساء تعتمد على طريقة المعالجة حيث إنه من المرجح عودة الإصابة والنكسة عند المعالجة في سنّ صغيرة، مقارنة بمن هنّ على مشارف سن اليأس، حيث إن أسباب الإصابة بهذا الداء تتمثل بشكل أساسي في الهرمونات القادمة من المبيض، ويعد استئصال الرحم الكامل الحل النهائي الشافي، ويتم اللجوء له في الحالات الشديدة التي فشلت الطرق العلاجية الأخرى في معالجتها، ولا ترغب السيدة في الإنجاب، وتكون هذه العملية عن طريق منظار البطن، حتى تستطيع المريضة استعادة عافيتها في وقت قصير.هرمون البروجسترون يعد هرمون البروجسترون أحد الهرمونات الأنثوية المسؤولة عن تهيئة بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة وزيادة سمكها، كما يساهم في تنظيم الدورة الشهرية، ونمو الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب في الثدي، ويعتبر المصدر الرئيسي له المبايض والمشيمة، كما تنتجه أيضاً الغدة الكظرية، وربما تتعرض المرأة لخلل في هرمون البروجسترون ينجم عنه انخفاض نسبته في الجسم، ولذلك يمكن تناول بعض العناصر والمكونات الطبيعية التي تحفز إفراز الهرمون مثل: كالأطعمة الغنية بفيتامينات ( C، B ) ومن الفواكه الموز، والخضراوات الكرنب ، الفاصولياء، البروكلي، القرنبيط، اليقطين، السبانخ، ومن المكسرات الجوز، وكذلك الحبوب الكاملة، كما يجب الابتعاد عن الضغوط النفسية والإجهاد.
مشاركة :