لا تهدأ أبدًا نيران أردوغان، ولا يفوت أبدا الفرصة لتأجيجها، فإلى جانب النيران المشتعلة في المنطقة، يحاول إضرام نيرانه في بؤرة جديدة على خط النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، لمواصلة أوهامه التوسعية العثمانية.تجددت مؤخرا الاشتباكات المسلحة بين أرمينيا وأذربيجان على المناطق الحدودية بين البلدين، بشأن إقليم حدودي متنازع عليه بين البلدين منذ سنوات.وتقف تركيا إلى جانب أذربيجان، الغنية بالنفط، والتي تطالب بأحقيتها في إقليم ناغورني-قره باغ، ذي الأغلبية الأرمنية، في حين تقول أرمينيا إن الإقليم يقع في نطاق سيادتها، الأمر الذي أشعل نزاعا بين الجارتين أرمينيا وأذربيجان منذ استقلالهما عن الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينات القرن الماضي.لم يهدأ أردوغان وأعلن أن الجيش التركي على استعداد لحماية أذربيجان في تلويح للتدخل العسكري.في المقابل، اتهم وزير الخارجية الأرميني، زهراب مناتساكانيان، تركيا، يوم السبت، بلعب دور مدمر في العديد من البلدان، قائلا إن تدخل أنقرة أدى إلى زيادة كبيرة في التوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.وأضاف زهراب في تصريحات لقناة سكاي نيوز أن تركيا تحاول فرض سيطرتها وسياساتها على المنطقة، مشيرا إلى أن سلوك أنقرة لا يسهم في إيجاد حل سلمي لأية أزمة.وأشار إلى أن سياسات تركيا في المواجهات الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان ليست بناءة.وقال الوزير إن تركيا لم تعرب فقط عن دعمها غير المشروط لأذربيجان، بل لجأت أيضا إلى مطالبات وقحة بشأن جنوب القوقاز، وهو ما يبرره الرئيس التركي ومسؤوله الكبير بالإشارة إلى المهمة التاريخية لتركيا في المنطقة.وأشار المسؤول الأرمني إلى أنه "في مثل هذا الوضع الإقليمي الصعب، فإننا نعتبر أنه من غير المقبول اللجوء إلى الدعم المباشر أو غير المباشر للسلوك العدواني والاستفزازي لأذربيجان، ونعرب عن أسفنا فيما يتعلق بتصريحات من هذا النوع".وتابع:"من الضروري أن تمتنع دول ثالثة عن سياسات تثير عدم الاستقرار أو تدعم بأي شكل من الأشكال أذربيجان على أساس القرابة، أو تشجع أوهامها فيما يتعلق بإمكانية حل عسكري للصراع".لكن أردوغان لن يعبأ بهذا الكلام، فيبدو أنه حدد هدفه وبدأ العمل عليه، حيث نقلت وسائل إعلام سورية محلية أمس السبت، عن مصادر في مدينة عفرين التي تحتلها تركيا شمالي البلاد أن المخابرات التركية بدأت بتسجيل أسماء المرتزقة وخاصة مرتزقة الفصائل التركمانية لزجهم في أذربيجان لقتل الأرمن.وأوضحت المصادر أن "اليوم كان هناك تجمعات في مركز المرتزقة التركمان في مركز مدينة عفرين المحتلة حيث جاءت عدة عربات مصفحة نوع جيب يستقلها مسؤولين أتراك كبار المستوى مع حراسة شديدة".وقالت المصادر إن مسئولي المخابرات التركية أجروا مناقشات مع عدد من العناصر المرتزقة، واتضح أنهم جاؤوا لتسجيل أسماء مرتزقة تركمان للزج بهم في الصراع الحدودي بين أذربيجان وأرمينيا.وأضافت المصادر "أن المخابرات التركية ركزت على المكون التركماني وعدد من المجموعات الإرهابية المتواجدة في عفرين".وأكدت المصادر أن المخابرات التركية عرضت راتب شهري بمبلغ 2500 دولار أمريكي لكل مرتزقة يذهب إلى القتال في أذربيجان.وكشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، عن أن آلاف التونسيين دفعت بهم تركيا ضمن جحافل المرتزقة والميليشيات الإرهابية الذين تدججهم بالسلاح وتزج بهم للقتال في ليبيا.وأشار إلى أن 16100 مرتزق سوري بينهم 340 طفلا أجبرتهم تركيا على القتال في ليبيا بإغراءات مالية مستغلة ظروفهم القاسية التي خلفتها الأوضاع في سوريا وعاد قسم منهم بعد انتهاء عقده وتسلم مستحقاته المالية. وأوضح أنه فضلا عن ذلك يوجد نحو 10 آلاف من المرتزقة من جنسيات عربية غالبيتهم من شمال أفريقيا وصلوا إلى الأراضي الليبية للقتال ضد الجيش الوطني الليبي.
مشاركة :