الفنون الصخرية في منطقة حائل والتي تم تسجيلها في قائمة التراث الإنساني التابعة لمنظمة اليونسكو تكشف عن عمر حضاري لإنسان الجزيرة العربية يعود إلى ما قبل عشرة آلاف سنة وتكشف تلك النقوش عن تفاصيل الحياة اليومية التي كان يعيشها الإنسان في تلك الحقبة من التاريخ أو على نحو أدق في تلك الحقبة مما قبل التاريخ الحضاري، حيث تتضمن النقوش رسوما آدمية وحيوانية، وأنشطة الصيد، والممارسات الدينية والعادات الاجتماعية. والاهتمام العالمي بهذه النقوش والمتمثل في ضم اليونسكو لها في قائمة التراث الإنساني يؤكد على القيمة العلمية لتلك النقوش والتي يمكن لها أن تساهم في تطوير معرفة الإنسان بتاريخه على الأرض وحركة التطور التي مرت بها الحضارة الإنسانية في عصور قديمة لم تبق عليها شواهد كثيرة وهو ما يمنح نقوش حائل أهمية كبرى في هذا المجال. نقوش حائل القادرة على إعادة تشكيل وعي الإنسان بنفسه وإدراكه لحجم ما بذله الإنسان الأول من أجل تأسيس الحضارة لا يمكن لها أن تساهم في إعادة وعينا نحن كمواطنين نعيش على هذه الأرض التي عاش عليها من رسموا تلك النقوش ما لم نتجاوز الاهتمام العلمي بتلك النقوش ليصبح اهتمامنا بها اهتماما تعليميا تربويا يغرس في أنفس الأجيال القادمة من أبنائنا حبهم لهذه الأرض التي تملك هذا الإرث التاريخي للحضارة الإنسانية. بمعرفة هذا التاريخ يتكرس الوعي الحضاري لإنسان هذه الأرض، ولكن أنى لنا ذلك في نظام تعليمي تغلق جامعاته أقسام التاريخ وتخلط مدارسه بين التاريخ والجغرافيا خلطا لا يعبر عن شيء بقدر ما يعبر عن النظرة الدونية للتاريخ والعلوم الإنسانية بشكل عام.
مشاركة :