بيروت:شانتال فخري إلى شمال النفق التاريخي الذي يربط بيروت وجونيه، طريق يطل على وادي نهر الكلب، ينسحب من الجسر الذي نصبت عليه ذاكرة بعض الغزاة وانسحاب الفرنسيين، واللوحة التي تذكّر باستقلال لبنان.في هذا الوادي العريق، حيث يمر نهر الكلب، ليصب في البحر المتوسط، تشكّلت لوحة طبيعية من صخور وغابات ومياه، يقصدها الزائر للتعرف إلى بعض تاريخ لبنان السحيق، وما شهده من غزوات ومنتوجات، وأيضاً للتعرف إلى مغارات وكهوف احتمى فيها الإنسان الأول من لظى الشمس وقساوة البرودة، بنى عليها تباعاً بيوته، وزرع أرضه أشجاراً برية أنبتت لاحقاً ثماراً ونباتات، واقتنى دواجن شكّلت على الدوام لقمة عيشه.عشرات آلاف السنين مرّت على هذا الوادي السحيق ونهره وغاباته وإنسانه وحيواناته، وكلها تركت آثاراً قيمة تحكي سيرة لبنانية في البطولات والصمود، قبلان الأشقر رئيس بلدية ضبية، البلدة التي تشرف على معظم آثار وادي نهر الكلب، يرى أن الإنسان الأول سكن المنطقة، وعلى مر العصور تعاقب الغزاة، بدءاً من فرعون مصر رعمسيس الثاني، الذي نقش صورته على صخرة عملاقة، ومثله الملك البابلي نبوخذ نصّر، الذي ترك نقشاً، يؤكد سيطرته على بلاد الأرز، وصولاً إلى لوحة جلاء القوات الفرنسية عن لبنان.الأشقر أوضح أن أقدم جسر ارتفع فوق نهر الكلب يعود إلى زمن ملك سوريا أنطيوخوس الأول، ثم جسر إمبراطور روما أنطونيوس الحليم، وجسر الأمير فخرالدين المعني الثاني الكبير، وأخيراً جسر الأمير بشير الشهابي الكبير.لوحة لبنانية طبيعية اجتمع فيها تاريخ لبنان القديم والحديث، وعليه اليوم عدد من المطاعم والمؤسسات السياحية، وبما ينسجم مع واقع الوادي التاريخي والأثري.
مشاركة :