بغداد – الوكالات: استهدف عدد من صواريخ الكاتيوشا امس المنطقة الخضراء في وسط بغداد، حيث كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يلتقي مسؤولين عراقيين، في هجوم معتاد في العراق ولكن نادراً ما يقع في وضح النهار، بحسب ما أكدت مصادر أمنية. وتضم المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وسط العاصمة مقار المؤسسات الحكومية العراقية، وسفارة الولايات المتحدة. وقد تعرضت المصالح الأمريكية في العراق لـ36 هجوما صاروخيا منذ أكتوبر الماضي، تتهم واشنطن فصائل موالية لإيران بالوقوف وراءها. وقال شهود انه لم يسمع امس صوت منظومة «سي رام» المضادة للصورايخ التي نشرتها الولايات المتحدة في المنطقة الخضراء.ويأتي هذا الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، مع بداية أسبوع دبلوماسي مكثف للعراق. فقد التقى ظريف امس نظيره العراقي فؤاد حسين، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس الجمهورية برهم صالح. وقال الكاظمي، خلال استقبال ظريف إن «العراق يسعى الى تأكيد دوره المتوازن والإيجابي في صناعة السلام والتقدم في المنطقة، بما ينعكس إيجاباً على كل شعوبها بالمزيد من الاستقرار والرفاه والتنمية المستدامة». وأكد «أهمية العلاقات الثنائية بين العراق وإيران وتطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والإيراني، فضلاً عن العمل المشترك من أجل دعم أمن المنطقة واستقرارها». وبدوره، أكد الوزير ظريف «اهتمام إيران على أعلى المستويات بالزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة العراقية لإيران، لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين». وقال إن «إيران تتطلع الى مرحلة جديدة وإيجابية من العلاقات مع العراق، والتوجه لتفعيل الاتفاقيات بين البلدين في مختلف القطاعات». وأجرى الكاظمي مباحثات مع الوفد الزائر حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المجالات. ورحب وزير الخارجية الايراني في وقت سابق امس بدور العراق في منطقة الخليج وبناء علاقات ثنائية في إطار عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقال ظريف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد، إن «العلاقات الإيرانية العراقية عمدت بدماء شباب البلدين في الحرب ضد داعش»، مؤكدا أن العراق القوي سيكون له علاقات بناءة مع دول الجوار وبما يحقق السلام في المنطقة. وأضاف: «علينا أن نكون على وعي تجاه تهديدات داعش وبناء علاقات في مجالات الطاقة والتجارة وتوسيع خططنا في مجالات الربط السككي والسياحة الدينية والعلاجية، والتبادل التجاري الذي نطمح إلى أن يصل إلى 20 مليار دولار سنويا، ولا بد من تضافر الجهود في هذا المجال». وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أكد في المؤتمر الصحفي أن العراق يعمل على إبعاد المنطقة والعراق عن التوترات الدولية وحماية السيادة العراقية. ويزور الكاظمي السعودية وإيران على التوالي هذا الأسبوع.وأشار مسؤول حكومي إلى أن الكاظمي سيتوجه غدا إلى السعودية على رأس وفد يضم وزراء النفط والكهرباء والتخطيط والمالية. ومن المفترض أن يلتقي الكاظمي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تجمعه به علاقة وثيقة. ومن المقرر أن يسافر الوفد مباشرة إلى طهران الثلاثاء، حيث سيلتقي الكاظمي المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي.
مشاركة :