أعلن الجيش الوطني الليبي، أمس الأحد، حالة الاستنفار القصوى للتصدي لميليشيات حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس والمدعومة من تركيا بعد تحريك الأخيرة قواتها، أول أمس السبت، باتجاه مدينة «سرت» في محاولة لانتزاعها من الجيش الليبي.وتحرك «رتل» مكوّن من نحو 200 مركبة شرقًا من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء وهو نحو ثلث الطريق إلى «سرت».وأعلنت حكومة الوفاق وصول تعزيزات كبيرة إلى «سرت» تضم أرتالًا مزودة بالأسلحة الثقيلة والمعدات اللوجستية والعسكرية.وكان الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أكد أن قوات الجيش تتمركز «غرب سرت»، وشدد على قدرة الجيش على تأمين خط «سرت ـ الجفرة»، لافتًا إلى أن أردوغان يسعى للسيطرة على منطقة الهلال النفطي.معركة كبرىوصرح المسماري نهاية الأسبوع الماضي بأن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط «سرت والجفرة».وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي خالد المحجوب أن الجيش ملتزم بعدم التصعيد بموجب «مبادرة القاهرة ومخرجات مؤتمر برلين».وأضاف أن قوات الجيش جاهزة لمواجهة أي تقدم لميليشيات الوفاق عند خط «سرت ـ الجفرة». مطالبًا تركيا بإعادة حساباتها، حيث ستكون مغامرتها محفوفة بالمخاطر.من جهته، قال الباحث في الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف لـ«اليوم» إن ميليشيات الوفاق دفعت بسيارات عسكرية من مصراتة إلى «سرت» تقل مئات من المرتزقة الذين جنّدهم أردوغان.وأوضح الشريف أن صمت أردوغان خلال الفترة الماضية كان على أمل عودة موارد النفط للوفاق؛ ما يعني تحويلها لخزائن الحكومة التركية لكن بعد رفض الجيش الليبي استئناف ضخ البترول إلا بشرط عدم ذهاب العوائد للوفاق بدأ الرئيس التركي يستعد للزحف نحو «سرت» التي تُعدّ البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية في ليبيا.وأوضح الباحث محمد الشريف أن أردوغان يضرب بكافة القوانين الدولية عرض الحائط ويرسل المرتزقة والمعدات العسكرية إلى ليبيا، كما حوّل مدينة مصراتة إلى قاعدة لإدارة عمليات قواته للانطلاق نحو الهلال النفطي.خط أحمركان البرلمان والقبائل الليبية فوّضوا الجيش المصري بالتدخل عسكريًا في حال ارتأت القاهرة أن هناك خطرًا وشيكًا يهدد أمن البلدين الجارين، والتقى وفد من القبائل بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخميس الماضي.وأعلنت مصر الدفع بقواتها إلى ليبيا في حالة طلب الليبيين ذلك، لمواجهة نفوذ قوات أجنبية تسعى للسيطرة على البلاد، وحذرت من أن خط «سرت - الجفرة»، بمثابة خط أحمر بالنسبة لها، ولن تسمح للميليشيات بتجاوزه.وكان الجيش الوطني الليبي سيطر على «سرت» في يناير 2020 من دون معركة. فيما هددت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا للمرة الأولى بفرض عقوبات على انتهاك حظر نقل السلاح إلى ليبيا.وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في بيان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية بعد اجتماعهم في بروكسل مساء «السبت»: ندعو كل الأطراف الخارجية إلى إنهاء تدخلها المتزايد وإبداء الاحترام الكامل لحظر السلاح الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.وأضاف البيان: مستعدون لبحث إمكانية استخدام العقوبات إذا استمر انتهاك الحظر بحرًا وبرًا وجوًا، ونتطلع إلى المقترحات التي سيطرحها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن في هذا الصدد.
مشاركة :