مصراتة (ليبيا) - حركت حكومة الوفاق ميليشياتها باتجاه مدينة سرت التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية بالبلاد والتي تخطط الوفاق مدعوومة بتركيا لانتزاعها من الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. وقال شهود وقادة عسكريون بقوات حكومة الوفاق إن رتلا من نحو 200 مركبة تحرك شرقا من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت. وذكرت شعبة الإعلام الحربي الليبي، أن السواحل المقابلة لمدن سرت ورأس لانوف والبريقة، شهدت انتشار كثيفا للدوريات البحرية التابعة للجيش الوطني الليبي، فيما تحشد ميليشيات حكومة السراج المقاتلين من الميليشيات والمرتزقة باتجاه مدينة سرت. ونشر حساب شعبة الإعلام الحربي الليبي على "تويتر" صورا لانتشار دوريات استطلاعية مكثفة للقوات البحرية في سواحل مدن سرت وراس لانوف والبريقة. وتتمسك ميليشيات الوفاق وأنقرة بالسيطرة على مدينة سرت التي تعتبر مدينة استراتيجية يرفض الجيش التخلي عنها رغم التخذيرات الدولية والعربية. وكان الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة، اللواء أحمد المسماري، قد ذكر أن تركيا لا تزال ترسل المرتزقة والمعدات العسكرية إلى ليبيا، وحولت مدينة مصراتة إلى قاعدة لإدارة عملياتها للانطلاق نحو الهلال النفطي، واتخذت منشآت حيوية في المدينة لتمركز الميليشيات المسلحة وقواتها. وقالت قوات حكومة الوفاق إنها ستستعيد، بدعم من تركيا، سرت وقاعدة الجفرة الجوية التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي. وكان السيسي قد لوح في 20 يونيو الماضي بالتدخل في ليبيا وشدد على أن سرت – الجفرة خط أحمر، لافتا إلى أن أي تدخل عسكري مصري سيكون على رأسه شباب القبائل، وطالب بتجنيد عدد كبير منهم، والانضمام إلى الجيش الوطني لقتال المرتزقة والإرهابيين ومن يقفون خلفهم، في إشارة إلى متانة العلاقة بين القاهرة والقبائل. وأكد أن الخطوط الحمراء هي بالأساس دعوة إلى السلام وإنهاء الصراع في ليبيا، إلا أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أية تحركات تشكل تهديدا مباشرا قويا للأمن القومي، المصري والليبي والعربي والإقليمي والدولي. ويرى مراقبون أن القاهرة حسمت خيارها العسكري في التعامل مع الأزمة الليبية، بعد أن بلغت تدخلات وتهديدات تركيا حدا سافرا يصعب تقبله في دولة جارة تمثل عمقا إستراتيجيا حيويا للأمن القومي المصري.
مشاركة :