أكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن التصوف لا علاقة له بما يراه الناس من مظاهر سلبية سيئة، ولا يجوز لنا أن نعرف التصوف ونحكم عليه من بعض الجهلة المدعين، وإنما نسأل العلماء الذين يمتدحون التصوف حتى نفهم سبب مدحهم له.وأجاب «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» على سؤال: « لماذا لا نتعلم آداب السلوك وتطهير النفس من القرآن والسنة مباشرة؟»، قائلًا: «هذا كلام ظاهره فيه الرحمة، وباطنه من قبله العذاب، لأننا ما تعلمنا أركان الصلاة وسننها، ومكروهاتها، بقراءة القرآن والسنة، وإنما تعلما ذلك من علم يقال له علم الفقه، صنفه الفقهاء واستنبطوا كل تلك الأحكام من القرآن والسنة، فماذا لو خرج علينا من يقول نتعلم الفقه وأحكام الدين من الكتاب والسنة مباشرةً، ولن تجد عالمًا واحدًا تعلم الفقه من الكتاب والسنة مباشرة». اقرأ أيضًا: ما التصوف ودور الطريقة الصوفية؟ علي جمعة يجيبوتابع عضو هيئة كبار العلماء: كذلك هناك أشياء لم تذكر في القرآن والسنة، ولابد من تعلمها على الشيخ ومشافهته، ولا يصلح فيها الاكتفاء بالكتاب كعلم التجويد، بل والالتزام بالمصطلحات الخاصة به، فيقولون مثلًا، " المد اللازم ست حركات" فمن الذي جعل ذلك المد لازمًا، وما دليل ذلك من ألزمه الناس؟ إنهم علماء هذا الفن.وأكمل المفتي السابق: كذلك علم التصوف علم وضعه علماء التصوف من أيام الجنيد - رضي الله عنه - من القرن الرابع إلى يومنا هذا، ولما فسد الزمان، وفسدت الأخلاق، فسدت بعض الطرق الصوفية، وتعلقوا بالمظاهر المخالفة لدين الله، فتوهم الناس أن هذا هو التصوف، والله - عز وجل - سيدافع عن التصوف وأهله وسيحميهم بقدرته، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}.شاهد المزيد: هل التصوف من الإسلام؟.. الإفتاء تجيب وواصل الدكتور على جمعة أنه لذلك نتعلم السلوك وتنقية النفس من ذلك العلم المسمى بالتصوف ونأخذه عن المشايخ، ولا نرجع مباشرة إلى الكتاب والسنة، مختتمًا: «نسأل الله أن يبصرنا بأمور ديننا، والله تعالى أعلى وأعلم».
مشاركة :