دعا المشاركون في مؤتمر فقه الطوارئ المنظم بالشراكة بين مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ورابطة العالم الإسلامي إلى تكوين لجنة لحصر الأحكام والاجتهادات الفقهية القيمة الواردة في جلسات هذا المؤتمر وإصدار مدونة بها والتوصية ببث تسجيلات جلسات المؤتمر وطبع بحوثه ومخرجاته ليعم النفع بمضامينها ومناهجها وأدلتها، وتصل إلى المجامع الفقهية والمؤسسات العلمية والباحثين الشرعين والجهات ذات الصلة بالبحث الفقهي. كما دعا في ختام أعماله إلى ضرورة تفعيل دور المجامع الفقهية والمؤسسات الإفتائية بكفاءة عالية ينشط فيه الفقه الشرعي والفقهاء لكي يواجهوا الحالات الطارئة والمستجدات المتكاثرة والمتتابعة، في عالم دائب التطوير والتغيير، إضافة إلى متابعة البحث العلمي في فقه الطوارئ في مختلف مؤسسات ومنابر البحث العلمي من جامعات ومعاهد ومراكز ومجلات متخصصة وغيرها، إسهاماً من الفقه الإسلامي المعاصر في حل مشاكل المجتمع، وتعريفاً بغنى التراث الفكر الإسلامي، وبحاجة البشرية إليه في كل زمان ومكان. كما طالب بضرورة العمل بكافة القرارات والأنظمة والاحترازات التي تصدرها الجهات ذات الاختصاص الصحي والأمني من أجل مواجهة وباء كورونا، وأن هذه القرارات معتبرة وملزمة شرعاً لما فيها من تحقيق للمصالح ودفع للمفاسد الخاصة والعامة، وأن من يخالف ذلك ويتساهل فيها فهو آثم شرعاً، ومستحق للعقوبة قانوناً، ودعوة جميع المسلمين إلى الاستمرار في أداء واجبهم الإسلامي والإنساني، الشرعي والحضاري، في تقديم الدعم المطلوب من صدقات وزكوات وتبرعات، والعمل على كفاية حاجات المتضررين، وتجسيد أخلاق الإسلام وقيمه في أوقات الأزمات والشدائد. وأشاد المشاركون في المؤتمر بالدور الريادي الذي توليه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية، والمملكة العربية السعودية من إغاثة الملهوف والبذل للمحتاج، ورعاية العلم والعلماء والقيام بالمبادرات النوعية. وكان المؤتمر قد استأنف جلساته صباح اليوم بالجلسة العلمية الخامسة، والتي خصصت لمجال المعاملات المالية، وناقشت الرأي الشرعي في مختلف العقود التي تأثر تنفيذها بسبب فيروس كورونا مثل عقود التوريد والتوظيف والمقاولات، وكيفية سداد الديون، وما ترتب في الذمة في حال التضخم الاقتصادي، ونظرية الطوارئ في قانون المعاملات المدنية. وترأس الجلسة سعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، حيث تحدث فضيلة الدكتور عبد الحق الكوني عضو الهيئة العلمية للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عن المعاملات المالية في ظروف انتشار كورونا، والتأصيل الشرعي والرأي الفقهي في العقود المالية التي تأثر تنفيذها بجائحة كورونا، والمقاصد الشرعية المؤطرة له. وشارك سعادة المستشار الدكتور إبراهيم عبيد آل علي بورقة علمية عن كيفية معالجة قانون المعاملات المدنية الإماراتي للجوائح والظروف الطارئة، وأثرها في مسار تنفيذ العقود. وخصصت الجلسة السادسة لمجال الصحة والآدب الشرعية، من خلال بحث التعامل مع الموتى من مرضى كورونا/طريقة غسل ودفن مرضى كورونا/، واستخدام اللقاحات الوقائية من المرض، ومخالطة مريض كورونا للأصحاء، وهل يضمن إن تسبب في مرض غيره، وهل يدخل في باب الجنايات؟. ترأس الجلسة سعادة المستشار الدكتور سالم الدوبي، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وتحدث فيها فضيلة القاضي الشيخ أبو بكر إمام، نائب رئيس محكمة الاستئناف في نيجريا، عن الأسس الشرعية للوقاية من وباء كورونا، والتعامل مع الميت بالوباء، وضرورة منع الاجتماع للعزاء في هذه الظروف الاستثنائية. وتحدث فضيلة الدكتور الشيخ حمزة يوسف، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، عن المسائل الفقهية المتعلقة بالقضايا اللقاحية، مستغرباً قلة البحوث الفقهية في هذا المجال، ومستعرضاً تاريخ نشأة استعمال اللقاحات وتطورها، وكون أول ظهورها عند المسلمين قبل أن تنتقل إلى الغربيين. وجاءت الجلسة السابعة مكملة لما بحث في الجلسة السادسة من الأحكام الشرعية، وعالجت موضوع شؤون الصحة والآدب الشرعية بالدرس والتفصيل، من الامتناع عن زيارة الوالدين والأقارب، وعن المصافحة خوف العدوى، وإمكانية اعتبار تاثيرات الجائحة النفسية والمادية في قضايا الخلافات الأسرية، وترأست هذه الجلسة فضيلة شمة الظاهري، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وتحدث فيها فضيلة السيد عبد الله فدعق عما يتعلق بالجانب النفسي المتعلق بالوباء. كما تحدثت فيها فضيلة الدكتورة أماني لوبيس، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيسة جامعة شريف هداية الله الأندنوسية، عن التكيف مع مستجدات التغيرات في زمن كوفيد- 19، والمشاكل النفسية والمادية للأسرة، وفقه العلاقات بين الأشخاص. أما الجلسة الثامنة، فقد انتظمت في مجال المعتقدات، وتلخصت في موضوعين رئيسين: موقف الإنسان من الكوارث والأزمات، وكيف يفسرها/مسألة الخير والشر والصلاح والإصلاح/ وكانت إدارة هذه الجلسة لفضيلة الدكتور محمد عثمان الخشت - رئيس جامعة القاهرة-مصر، وتحدث فيها فضيلة الدكتور رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية، وفضيلة الدكتور هشام قريسة -ئيس جامعة الزيتونة - تونس الذي تناول في كلمته بالتفصيل والتبيان العلاقة بين الأسباب والمسببات.
مشاركة :