بعد صدور حكم بالسجن مدى الحياة عليه في الولايات المتحدة، يقضى خواكين جوزمان لويرا المعروف باسم إل تشابو، إمبراطور المخدرات الأشهر في المكسيك، أيامه في زنزانة في سجن شديد الحراسة في ولاية كولورادو الواقعة غربي الولايات المتحدة حيث سلمت سلطات بلاده إل تشابو أمريكا عام 2016،ورغم غياب إل تشابو إلا أن حرب المخدرات في المكسيك تشتد بين العصابات وكارتيلات المخدرات والسلطات المكسيكية ويصل عدد الوفيات إلى مستويات الوفيات الناتجة عن الأمراض الوبائية.وقد شهدت تلك الفترة قتلا وتنكيلا بالجثث، وإطلاق النار على قاض وزوجته في منزلهما، وتم القيام بمحاولة لمهاجمة رئيس للشرطة، وارتكبت مذبحة في مستشفى أسفرت عن 27 قتيلا، كل ذلك وقع في غضون شهر واحد. وبحسب إحصاءات رسمية، يُقتل قرابة 100 شخص يوميا. ولم يتغير هذا الرقم، حتى وسط تفشي جائحة فيروس كورونا.وفي إحدى ليالي شهر يونيو الماضي، توجهت حوالي 20 من سيارات الشحن الصغيرة (فان) تقل مسلحين إلى مدينة كابوركا، في ولاية سونورا الصحراوية، والتي تبعد 150 كيلومترا جنوب حدود الولايات المتحدة. وأضرم أشخاص ملثمون النار في منازل وسيارات ومحطة بنزين وشاحنات، وتحولت المدينة إلى منطقة حرب، وموقع مواجهة بين العصابات المتنافسة في كارتل سينالوا.وتسبب ثلاثة من أبناء إل تشابو، وهم إيفان أرشيفالدو وجيسوس ألفريدو وأوفيديو، المعروفين باسم «تشابيتوس»، في حرج للسلطات المكسيكية في عام 2019 بعد نشر الخوف والموت في كولياكان، عاصمة إقليم سينالوا.وتمكن الجيش من القبض على أوفيديو، لكن شقيقيه أطلقا سراحه في موجة من العنف. وتغلب مسلحو كارتل سينالوا على السلطات، التي تم إرغامها على الانسحاب.بدأ كارتل جديد اسمه خاليسكو نويفا جينيراسيون ـ بسرعة في كسب القوة والنفوذ، وهذا الكارتل كان مرتبطا في السابق بكارتل سينالوا بزعامة إل تشابو، ولكنه أصبح منافسا الآن.وزعيم كارتل خاليسكو نويفا جينيراسيون هو نيميسيو أوسيجيرا سيرفانتس والمعروف على نطاق واسع باسم المينشو. وتعرض الولايات المتحدة مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار نظير تقديم أي معلومات من شأنها أن تؤدي إلى القبض عليه.وبسطت مجموعته، المنتشرة في أكثر من 20 ولاية من ولايات المكسيك البالغ عددها 32 ولاية، نفوذها من خلال قيامها باستخدام أسلحة الحروب.ومنذ خمس سنوات، استخدمت المجموعة قذيفة صاروخية لإسقاط طائرة مروحية عسكرية، مما أودى بحياة تسعة أشخاص.وبعد مرور ساعات على الحادث، كان عمر جارسيا هارفوش، مدير شرطة مكسيكو سيتي، والذي أصيب بطلق نار، يرقد على سريره في المستشفى وكتب تغريدة على موقع تويتر قال فيها إن الهجوم ارتكبته كارتل خاليسكو جينيرسون.وفي تقريرها السنوي لعام 2019، قالت وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية عن العصابات الإجرامية في المكسيك: «ليس هناك أي مجموعات أخرى حاليا في وضعية تمكنها من تحديهم».ويعد تهريب الفنتاني، وهو مادة أفيونية مخلقة أقوى 50 مرة من الهيروين، تجارة رائجة بشكل خاص الآن.ولكن الاتجار بالمخدرات ليس المصدر الوحيد للدخل للمجموعات الإجرامية البالغ عددها 200، بحسب تقرير أصدرته مجموعة الأزمات الدولية في المكسيك. وتركز كارتل سانتا روزا دي ليما على سرقة الوقود، بينما يقوم (كارتل الخليج) في شمال شرقي البلاد على سبيل المثال باختطاف المهاجرين، وأنشطة أخرى.وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقريرها «بشكل عام، أصبحت المنظمات الإجرامية المكسيكية أصغر وأصغر، واقتصرت أنشطتها على مواقع أكثر تحديدا من أي وقت مضى. وهي تتصارع على قطاعات متواضعة من الاقتصاد، مثل إنتاج وتوزيع التبغ وثمرات الأفوكادو وأكباد خنازير البحر، وهي من أطايب الطعام في المطبخ الصيني.وما زالت التقاليد التي أرساها إل تشابو، موجودة في عنف الكارتل الذي يتزعمه.
مشاركة :