اكتشاف أجسام مضادة تحيّد فايروس كورونا | | صحيفة العرب

  • 7/21/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توصل الباحثون إلى اكتشاف أجسام مضادة تمكّن من القضاء على فايروس كورونا وتحييده تماما حيث تمنعه من السيطرة على الخلية البشرية في المقام الأول، ثم تمنعه من التكاثر داخلها، وذلك في وقت يتخوف فيه العلماء من انتشار موجة ثانية من فايروس كورونا تكون أكثر خطورة من الموجة الأولى. ويمكن أن تقود هذه النتائج إلى اكتشاف لقاح أو التحقق من فعالية أحد اللقاحات، وفق ما يؤكده الباحثون. سنغافورة- تمكن باحثون من اكتشاف أجسام مضادة تهاجم فايروس كورونا عبر أربعة أماكن ثم تحيّده تماما، حسب ما ذكرته صحيفة “ذا ستريتس تايمز” استنادا إلى ما توصل إليه علماء من المركز الوطني للأمراض المعدية ووكالة العلوم والتكنولوجيا والبحوث بسنغافورة. وتشير النتائج العلمية التي نشرتها مجلة ” نيتشر كومينيكيشن” ومجلة “ذا لانسيت” إلى أن الأجسام المضادة يمكنها منع الفايروس من السيطرة على خلية بشرية في المقام الأول، أو منعه من التكاثر داخلها. وأوضح الباحثون أن هذه النتائج يمكن أن تقود إلى اكتشاف لقاح أو التحقق من فعالية أحد اللقاحات. وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن المركز الوطني للأمراض المعدية سيراقب مستويات الأجسام المضادة في المرضى المتعافين من الفايروس على مدى عامين لتحديد مدة استمرار الأجسام المضادة. كما وجد باحثون أن مجموعة من الناجين من وباء السارس، عام 2003، الذين حافظوا على خلاياهم التائية في السنوات الـ 17 اللاحقة، أعطوا بصيص أمل لمناعة طويلة الأمد من كوفيد – 19. وتعرف الخلايا التائية على أنها نوع من خلايا الدم البيضاء، وهي القوات الأمامية التي تنشرها أجسامنا لمحاربة الأمراض والعدوى. وفي دراسة قادتها كلية الطب في سنغافورة، أُخذت عينات الدم من 23 مريضا بالسارس، للتحقق من أي خلايا مناعية فعالة متبقية. ووجد الباحثون أن بعض المصابين بالعدوى في عام 2003، لا تزال لديهم خلايا تائية قاتلة، وبالتالي قد يكونون محميين من الإصابة بالسارس مجدّدا. وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تدعم فكرة أن مرضى كوفيد – 19 سيطورون مناعة طويلة الأمد تعتمد على الخلايا التائية. وأظهرت دراسات أخرى استُشهد بها في البحث، أن الأشخاص الذين أصيبوا بنزلة برد في العامين الماضيين، أظهروا حماية تفاعلية متصالبة ضد كوفيد – 19 بفضل بعض الخلايا التائية المتبقية. وكان العلماء في معهد “لا جولا” لعلم المناعة في كاليفورنيا، قد أشاروا إلى أنه من الجيد التكهن بشأن مثل هذه الحماية الكامنة الموجودة مسبقا ضد كوفيد – 19، مؤكدين على أن ذلك يعد تطورا هاما لأبحاث اللقاحات، حيث يساعد في تحديد عدد المرات التي قد نحتاج فيها إلى جرعة معززة، بمجرد العثور على اللقاح. وخطى الباحثون خطوة أخرى إلى الأمام واختبروا المرضى القدامي في عصر السارس ضد سارس كوف – 2، فأظهروا تفاعلا قويا في مكافحة العدوى. وقد قام الفريق بإعداد 37 متطوعا لم يكن لديهم أي من فايروسات كورونا، لمعرفة ما إذا كان التعرض السابق قد أسفر عن أي حماية أساسية، وما وجدوه كان مهما؛ فعلى الرغم من عدم التعرض إما للسارس أو لسارس كوف – 2 كانت لدى 50 في المئة من المشاركين خلايا تائية قادرة على التعامل مع خلايا فايروس كوفيد – 19. وأشار الباحثون إلى أنهم اكتشفوا بشكل متكرر أيضا الخلايا التائية الخاصة بفايروس كورونا لدى الأفراد غير المصابين بالسارس أو كوفيد – 19 أو غير المتصلين بمرضى السارس أو كوفيد – 19. ويشير البحث إلى أن المناعة ضد كوفيد – 19 أعلى مما يكشفه اختبار الأجسام المضادة، ومرة أخرى تفتح إمكانية التعويل على المناعة الكامنة وإمكانية اكتشاف لقاح فعال في وقت أقرب مما اعتُقد في البداية. من جهة أخرى لاحظ الأطباء زيادة معدل نجاة مرضى كورونا بوحدات الرعاية المركزة. وأظهرت مراجعة لدراسات منشورة أن معدل الوفاة بين مرضى كوفيد – 19 في وحدات الرعاية المركزة انخفض بنحو الثلث منذ بداية ظهور الوباء، فيما يرجع ولو في جانب منه إلى تحسن مستوى الرعاية في المستشفيات. ونُشر التحليل العالمي لأربع وعشرين دراسة رصدية لمرض كوفيد – 19 الناجم عن فايروس كورونا المستجد في دورية علم التخدير. ووجد البحث الذي قاده البروفيسور تيم كوك من مؤسسة المستشفيات الملكية المتحدة في إنجلترا أن إجمالي معدل الوفيات الناجمة عن كوفيد – 19 بوحدات الرعاية المركزة تراجع من نحو 60 في المئة منذ نهاية مارس إلى 42 في المئة في نهاية مايو. ولم يختلف المعدل كثيرا في أنحاء أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية. وأشار معدو الدراسة إلى عدة عوامل ساهمت في ذلك منها التعلم السريع الذي حدث على الساحة العالمية بفضل النشر الفوري للتقارير الإكلينيكية في بداية الجائحة. كما ذكروا أن وحدات الرعاية المكثفة في المستشفيات ربما كانت تحت ضغط أكبر في بداية الجائحة. وتحدث أطباء عن اكتساب المزيد من المعلومات عن الفايروس سريع الانتشار بما أتاح فهما أفضل للمشاكل الرئيسية لدى الكثير من المرضى، وإن كان الأمر لا يزال يستلزم عملا ضخما في مجال تطوير العلاجات واللقاحات الواقية. الأجسام المضادة تهاجم فايروس كورونا عبر أربعة أماكن فتمنعه من السيطرة على الخلية البشرية في المقام الأول من جهتها قالت خبيرة منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيرخوف، إنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت الحماية التي يحصل عليها المتعافى من الإصابة بكورونا كافية، أم أنه يمكن أن يصاب مرة أخرى. وأضافت فان كيرخوف أن هناك الكثير من الدراسات التي تجرى للوقوف على كل ذلك، وعلى طبيعة المدة التي تبقاها الأجسام المضادة اللازمة لمواجهة الفايروس في الجسم. وأكدت على أن الدراسات التي صدرت حول الأجسام المضادة هي دراسات أولية، وهناك حاجة إلى عينات للنظر إليها على مدى أشهر طويلة. وأوضحت أن فريق المنظمة الذي توجه إلى الصين يخوض حاليا نقاشات للوقوف على الدراسات التي تم إنجازها وما يجب إنجازه في المرحلة المقبلة، وما يمكن تعلمه من هذه الدراسات حتى الآن. وجدير بالذكر أن شركة الأدوية الصينية المملوكة للدولة (سينوفارم) بدأت المرحلة الثالثة للتجارب السريرية على لقاح كوفيد – 19 في إمارة أبوظبي. وتأتي التجارب السريرية في أبوظبي في إطار شراكة بين شركة تشاينا ناشونال بايوتيك جروب التابعة لسينوفارم ومجموعة “جي 42” الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومقرها أبوظبي تحت إشراف دائرة الصحة في أبوظبي ووزارة الصحة الإماراتية.

مشاركة :