يشكل غياب الآباء عن أبنائهم وزوجاتهم آثارا نفسية تنعكس عليهم، سواء كان هذا الغياب مستمرا أو متقطعا، وأوضح الباحث في علم الاجتماع الدكتور يزيد الصيقل أن هجر الزوج لزوجته ينقسم لقسمين: الأول، هجر لغرض الإصلاح والتهذيب، وأمده قصير. والآخر، هجر اجتماعي ومادي ملموس طويل الأمد. تبعات وآثار أبان أن لهجر الأب للمنزل تبعات وآثارا على الزوجة والأبناء، فقد تصاب الزوجة بالاكتئاب وانخفاض تقدير الذات وإهمالها لنفسها، وينعكس كذلك على الأبناء وتحصيلهم الدراسي، وسعي الأبناء لإشباع احتياجاتهم خارج الأسرة من خلال جماعة الرفقة، مما قد يفرز سلوكيات غير متوافقة مع المجتمع والقانون، نظراً لغياب متابعة الأب وقلة حيلة الأم. أضاف يترتب على هجر الأب للأسرة غالباً آثار اقتصادية سلبية ونقص في احتياجاتهم الأساسية، وقد تلجأ الأسرة لأقارب الأم اقتصادياً لتعويض السلوكيات الأنانية للأب، إلا أن بعض الأسر تثابر وتجتهد لتعويض دور الأب، وينعكس ذلك إيجاباً في التحصيل العلمي والأخلاقي أكثر أحياناً من الأسر التي توفر الاحتياجات الأساسية والكمالية. اهتمام ورعاية أفاد الصيقل أن حكومة المملكة اهتمت بقضايا كافة فئات المجتمع ومن ضمنها المهجورات من أزواجهن، وذلك وفقاً لنظام الضمان الاجتماعي والذي أوجب إعانات وفقاً لضوابط منها شهادة الشهود، ومضي مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر منذ انقطاع الأب عن رعيته، كما سمحت الأنظمة بإصدار بطاقة هوية للعائلة تصدرها الأم تعينهم على مراجعة الجهات المختصة والخدمية، بالإضافة لتطور اهتمام الأجهزة العدلية مؤخراً بمواضيع النفقة وإلزام الآباء بتحمل مسؤولياتهم الاقتصادية والاجتماعية تجاه رعيتهم. عواقب نفسية تقول الإخصائية النفسية نجلاء البريثن «عندما يتخلى الرجل عن مسؤولياته ويلقي بزمام الأمور كلها على زوجته وأبنائه يعتبر هذا التصرف تصرفا أنانيا، وقد يؤدي إلى أنهم يحملون تجاهه مشاعر النفور والبعد، وقد يتحول إلى الكراهية له، فبعض الآباء يقدمون على ذلك دون حساب للنتائج السلبية التي سوف تحدث، ومن هذه الأمور التي يصعب حلها، إن لم يتدارك الأمر، عدم إحساس الأبناء بالأمان، وهذا للأسف أهم ركيزة في البيت، إن لم تتوفر لهم فقد تنشأ مشاكل واضطرابات نفسية لهم كعدم الثقة بالنفس والانطواء والخوف والقلق والخوف من المستقبل. أسباب هجر الأب للمنزل - ضعف التوافق النفسي والاجتماعي مع الزوجة - بحث الزوج عن الإشباع خارج المنزل - عدم فهم الاحتياجات والواجبات تجاه الطرف الآخر - عدم الإلمام بمهارات الحوار كالإنصات