لا يعرف الكثيرون اللبناني جُرجي حبيب زيدان، سوى اسمه، وهو الأديب والروائي والمؤرخ وأيضًا الصحفي، متعدد المواهب الذي أجاد عددًا من اللغات الشرقية والغربية، منها العبرية والسريانية والفرنسية والإنجليزية. تنظر إلى صورته فتجد الصقر يكاد يقف على شاربيه، وعلامة الحسن تزين ذقنه، ويلفت الأنظار شعره الحريري المائل إلى اليسار بفعل المفرق الشرقي، رغم أن الشيب لم يعبث به كثيرًا، وإن أصبحت ذكراه بعيدة.اعتبره مثقفو عصره واحدًا من رواد الأدب العربي الإسلامي، حيث ألف عددًا من الكتب في هذا الصدد، منها "تاريخ التمدن الإسلامي"، و"تاريخ آداب اللغة العربية"، و"تراجم مشاهير الشرق"، رغم أنه ولد لأسرة مسيحية واعتنق محبة السيد المسيح، ما وضعه في مصاف الكتاب الكبار في زمنه؛ كما اشتهر برواياته التاريخية مثل "المملوك الشارد" و"أرمانوسة المصرية".ثقافته الواسعة أهلته لأن يبدأ مسيرة الصحافة الناطقة بالعربية، فأصدر مجلة الهلال التي كان يقوم بتحريرها بنفسه عام 1892، ونشر فيها كتبه، لكنه رحل عن عالمنا فجأة وهو بين كتبه وأوراقه في 21 يوليو 1914، عن عمر ناهز 53 عامًا، وقد رثاه كبار الشعراء في عصره، من أمثال أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران.
مشاركة :