«الشارقة للشعر الشعبي» يبحث أزمات ديوان العرب

  • 7/15/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، أن مجالس الشعراء في رمضان حرصت على إشراك فئات الشعراء والشاعرات الممثلين لمختلف الأجيال الشعرية، واستقطاب كل أنواع الإبداع الشعري، بهدف إثراء المنجز الشعري الإماراتي والتعبير عن واقع الثقافة الشعرية المعاصرة، فمنهم من كتب قصيدة في الثمانينات، ومنهم من كتبها في التسعينات، ومنهم من كتبها في الألفية الثانية، ومنهم من انتقل من كتابة القصيدة التفعيلية إلى كتابة قصيدة النثر، ولذلك حفلت أمسيات المجالس الشعرية بتنوعٍ ثري، ونالت استحسان الحضور. جاء ذلك خلال الأمسية التي نظمها أمس الأول، مركز الشارقة للشعر الشعبي بدائرة الثقافة والإعلام، ضمن فعاليات مجالس الشعراء في رمضان، واستضافها الشاعر أحمد المناعي في مجلسه برأس الخيمة، بحضور الشاعرين أحمد الزرعوني، وأحمد بن حريز، والراوي أدم أحمد المناعي، وقدمها الشاعر ناصر الشفيري. وأوضح الشفيري أن ستة مجالس على مدار شهر رمضان نظمها مركز الشارقة للشعر الشعبي، في ربوع الإمارات (الشارقة، أم القيوين، دبي، كلباء، العين، رأس الخيمة)، وتنوعت بين مجالس للشاعرات وأخرى للشعراء، وناقشت مجريات الحياة الثقافية وحراكاً ثقافياً كبيراً، وأعادت الحياة للحركة. وذكر الشفيري أن الشعر على مدى مئات الأعوام عام كان يأتي في مقدمة الأجناس الأدبية، ولكن هناك أسباب تكاتفت على التقليل من دوره وطرح عدة تساؤلات: هل يمكن القول اليوم إن الشعر يواجه انحساراً على مستوى تلقيه، على الرغم من وفرة إنتاجه، وهل وفرة الإنتاج الشعري علامة صحية دالة على عافية القول الشعري أم لا؟ وما درجة حضوره قياساً إلى الأجناس الأدبية الأخرى؟ وما مدى استحواذ الشعر على المتلقي، واستجابته لذائقته؟ وقال الراوي أحمد المناعي أنتم شعراء ونحن رواة، وبين الشعر والرواية علاقة كبيرة وتواصل وتاريخ، والشعر باقي ما بقي الإنسان، ولا يمكن أن نقارن شعر اليوم بشعر أمس، فلكل عصر مفرداته وصوره وأحداثه، ونشأة الشاعر القديم تختلف عن نشأة الجديد. وأشار المناعي إلى أن الشعر يمرّ بأزمة يجب تشخيصها بكل دقة وموضوعية، أزمة لا يتوازن فيها الإنتاج مع التلقي، ولا تتناسب فيها الوفرة مع سلامة الوضع، وفي نظري تتمثل هذه الأزمة في: تقهقر عمليات القراءة لدى أفراد المجتمع، بعكس ما نجده في الغرب، فهناك اهتمام بالغ على ارتياد المكتبات وحضور معارض الكتب، للحصول على نسخه من المجموعة الشعرية الصادرة لأحد الشعراء، أو إحدى الروايات، أو الدراسات النقدية الصادرة حديثاً. وقال الشاعر أحمد الزرعوني: الشعر الذي كان يوماً ديوان العرب، أصبح لا سوق له في عالمنا الثقافي، وهذا مردّه بالتأكيد إلى عوامل موضوعية وذاتية تتعلق بالمشهد الثقافي الإماراتي والعربي عامة، وإبداع الشعراء الموجودون على الساحة الشعرية اليوم، فالممارسة الشعرية تتسم بمظاهر سلبية عدة أثرت في علاقة القارئ بالشعر. ونذكر منها: فقدان القصيدة هويتها الشعرية التي تشير إليها، نتيجة المبالغة في التجريب غير المستند إلى رؤية جمالية دقيقة. وأوضح الشاعر أحمد بن حريز أسباباً عدة لأزمة الشعر، يأتي على رأسها غياب التقويم الموضوعي، سواء أكان ذلك بسبب غياب الناقد الوعي الذي يمتلك الأدوات، أو إحجام أهل الاختصاص عن ذلك. إضافة إلى دور وسائل الإعلام في ما آل إليه الشعر، من خلال تسطيح بعضها في تناولها للشعر، وعدم وجود خطط منتظمة يتم العمل بها، انطلاقاً من أهمية الدور الذي يمكن التعويل خلاله على الخطاب الشعري. من الأسباب المهمة أيضاً تراجع اللغة. هذا وقد تخللت الجلسة قراءات شعرية متنوعة، فاستشهد الراوي آدم المناعي بقصائد من مبدعي الشعر العربي، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والرصافي، والمتنبي، وأحمد شوقي وغيرهم.

مشاركة :