«مدينة مصدر» تستقطب 87 شركة جديدة في 4 أشهر

  • 7/22/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استقطبت المنطقة الحرة في مدينة مصدر 87 شركة جديدة خلال الفترة الممتدة من مارس إلى يونيو من العام الحالي، وذلك مقابل انضمام 42 شركة في الفترة نفسها من العام الماضي، ليرتفع عدد الشركات العاملة بالمدينة حالياً إلى 800 شركة تدير أعمالها من المنطقة الحرة. وقال يوسف باصليب، المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني المستدام في «مصدر» لـ «الاتحاد»: إن المنطقة الحرة توفر مجموعة واسعة من المزايا التي تسهم في دعم الشركات وتتيح لها الفرص لتوسيع شبكات العلاقات على المستويين المحلي والعالمي واستكشاف فرص الاستثمار العديدة، فضلاً عن اختبار التقنيات الجديدة. وأضاف: واصلت مدينة مصدر نمو أعمالها خلال العام الحالي، مع استقطاب المزيد من الشركات الجديدة الراغبة في مزاولة أعمالها ضمن المنطقة الحرة للمدينة، رغم التبعات السلبية الواضحة لتفشي وباء «كوفيد - 19» على قطاع الأعمال حول العالم، وخلال هذا العام الذي تخللته أشهر بلغ فيها الوباء العالمي ذروته، تضاعف معدل نمو الشركات في المنطقة الحرة بمدينة مصدر لتضم إلى قائمتها أكثر من 100 شركة جديدة. وأكد باصليب أهمية النموذج الذي تقدمه مدينة مصدر والذي يوفر بيئة مثالية للأعمال، بالتوازي مع مراعاة البيئة وتعزيز الاستدامة، موضحاً أن البصمة الكربونية لمباني الشركات ضمن المدينة أقل بنسبة 40% من مباني المكاتب التقليدية، فضلاً عن توفير الكهرباء من خلال محطة طاقة شمسية باستطاعة 10 ميجاواط وتدوير المياه وإعادة استخدامها، باتباع أعلى المعايير العالمية، كما يسمح تصميم المباني بسريان تيارات الهواء فيما بينها، ما يسهم في الحد من استهلاك الطاقة اللازمة للتبريد. مركز عالمي وتتنوع الشركات العاملة بمدينة مصدر، بين مقار إقليمية، مثل المقر الإقليمي لعملاق الصناعات الهندسية «سيمنس» في الشرق الأوسط، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة. ومن الشركات المنضمة مؤخراً إلى المنطقة الحرة هذا العام شركة «رايس انرجي» التي أسست مقرها الرئيسي العالمي ضمن مدينة مصدر. وتختص الشركة في التكنولوجيا النظيفة غير المركزية، حيث تعمل على توظيف تقنياتها الحائزة براءات اختراع في مجالات توربينات الرياح وتخزين الطاقة الشمسية، بهدف تطوير حلول طاقة متجددة تكون ملائمة للعديد من القطاعات، بدءاً من خفض البصمة الكربونية للبنية التحتية على سبيل المثال، وصولاً إلى توفير الطاقة الكهربائية للمجتمعات الريفية. وأشار أليستير مونرو، الرئيس التنفيذي ومؤسس «رايس انرجي»، إلى أهمية مدينة مصدر كمركز عالمي للطاقة المتجددة والتطوير العمراني المستدام، موضحاً أن جهود أبوظبي الرائدة للنهوض بالابتكار عبر الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، شجعته على تأسيس شركته ضمن المدينة، باعتبارها المكان الأمثل للمضي قدماً في تنمية أعمال الشركة والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع. وأضاف مونرو: نخطط لمضاعفة أعمالنا في دولة الإمارات خلال هذا العام، ونتطلع إلى البدء بتصنيع تقنياتنا للطاقة المتجددة الرائدة عالمياً في أقرب وقتٍ ممكن. المشاريع الناشئة وتولي المنطقة الحرة في مدينة مصدر اهتماماً كبيراً بدعم المشاريع الناشئة، وهو قطاع مهم يشهد نمواً متسارعاً في المنطقة عموماً وفي الإمارات على وجه الخصوص. وقد أطلقت شركة «القابضة ADQ» صندوقاً استثمارياً بقيمة 1.1 مليار درهم يستهدف الشركات في المراحل المبكرة في الهند وجنوب شرق آسيا، بهدف مساعدة هذه الشركات الناشئة على إنشاء مقار عالمية أو إقليمية في مدينة مصدر بأبوظبي وإفساح المجال أمامها لدخول أسواق الإمارات والمنطقة. كما تحظى الشركات الناشئة بدعم «كريبتو لابز» الذي يمثل حاضنة لدعم الأعمال وتوفير التوجيه والتمويل والتدريب المخصص لقطاع ريادة الأعمال. كما تضم مدينة مصدر «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي»، أول مركز لدعم نمو الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا النظيفة بالمنطقة. وتركز هذه المبادرة، التي تحظى بدعم «مصدر» وشركة النفط والغاز العالمية «بي بي»، على مساعدة الشركات الناشئة في مدينة مصدر لتسريع نمو أعمالها من خلال تزويدها بما تحتاج إليه من التمويل والتدريب والتوجيه. وقال الدكتور نيكولا كالفيه، الرئيس التنفيذي لشركة «سيراميك ماتيريالز ليمتد» التي تختص بتحويل النفايات الصناعية مثل الرماد المتطاير ومخلفات مصانع الصلب إلى مواد سيراميكية ذات قيمة مضافة: وفرت لنا وحدة دعم الابتكار التكنولوجي خلال مرحلة التأسيس كافة سبل الدعم اللازم لتأسيس مكاتبنا ومختبراتنا ضمن مجمع «تك بارك» في مدينة مصدر، كما حصلنا على دعم مالي لإطلاق الشركة وشراء المعدات. وأضاف كالفيه: سهلت لنا المنطقة الحرة في مدينة مصدر الأمور الإدارية كافة، مثل الحصول على الترخيص، وفتح حساب بنكي، وهي أمور قد تبدو بسيطة، لكنها في الحقيقة يمكن أن تكون في غاية التعقيد عندما يتعلق الأمر بتأسيس شركة جديدة، كما قدمت وحدة دعم الابتكار التكنولوجي الإرشاد والتوجيه بخصوص وضع استراتيجية الشركة ونموذج عملها وتحديد المنتجات التجارية التي تستهدفها، بالإضافة إلى إتاحة المجال أمامنا لبناء شبكة علاقات مع الجهات المعنية والمشاركة في فعاليات مهمة، ناهيك عن دعمنا في الحصول على التمويل اللازم. دعم الابتكار كما تحظى شركة «فولتز» أيضاً بدعم «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي»، وهي شركة ناشئة تعمل على تطوير نظام إدارة للبطاريات الذكية، بحيث يتيح توفير الكهرباء لكامل المنزل بالاعتماد على مصدر طاقة متجددة. وكان مؤسسو الشركة قد انتقلوا من روسيا إلى مدينة مصدر في مارس الماضي، ما يعكس تنامي الاهتمام العالمي بمدينة مصدر ومنطقتها الحرة. أما بالنسبة إلى شركة «موتوري»، التابعة لمجموعة «سيف سيتي»، فقد اختارت مدينة مصدر لتكون مقراً لها، وذلك بعد تجربتها المميزة والناجحة مع كل من شركة «مصدر» والمنطقة الحرة في مدينة مصدر. وتعمل «موتوري» على ترسيخ دورها الريادي في تقديم حلول رقمية ذكية لقطاع التأمين. وقال أحمد عيسى، الرئيس التنفيذي لشركة «موتوري»: «توفر مدينة مصدر بيئة عمل مهنية ومريحة، وقد حظينا بالكثير من الدعم من المنطقة الحرة بما يشمل الأمور الإدارية واختيار الموقع الأمثل للشركة، فضلاً عن المرافق المميزة التي توفرها المدينة، ما يجعلها المكان المثالي لتأسيس شركتنا ومزاولة أعمالنا». من جهة أخرى، تضم مدينة مصدر أيضاً جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة دراسات عليا متخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي في العالم، والتي سوف تستقبل طلابها في يناير القادم. ترسيخ مفهوم الاستدامة تستهدف مدينة مصدر، والتي تمثل مركزاً رائداً للابتكار والبحث والتطوير في المنطقة، دعم تطوير حلول حقيقة عالية الكفاءة تخدم العديد من المجالات الحيوية والتي تضم الطاقة، وكفاءة استهلاك المياه، والتنقل، والذكاء الاصطناعي. وقال أشيش كوشي، الرئيس التنفيذي لمجموعة (جي 42) التي ساهمت في تطوير مركز ضمن المدينة لإجراء اختبارات واسعة النطاق للكشف عن فيروس «كوفيد - 19»: تعد مدينة مصدر مجتمعاً حضرياً سريع النمو، حيث تحتضن المدينة مقرات لجامعات ومراكز بحوث وشركات مرموقة، مما يجعلها واحدة من الوجهات التكنولوجية والعلمية الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتعتبر مدينة مصدر من المجمعات العمرانية المستدامة الرائدة، حيث توظف أحدث التقنيات وتطبق أفضل الممارسات من أجل الحد من استهلاك الطاقة والمياه والنفايات.

مشاركة :