مقالة خاصة: علماء إسرائيليون يستخدمون عينات من مياه الصرف لتتبع "كوفيد-19"

  • 7/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 21 يوليو 2020 (شينخوا) قال علماء من جامعة بن جوريون في النقب، إنه يمكن تتبع فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في مياه الصرف ويمكن استخدام نتائج البحث كأداة لرصد مناطق تفشي الفيروس. يأخذ باحثون من معهد زوكيربرج لبحوث المياه في الجامعة، عينات من مياه الصرف منذ بداية الجائحة في إسرائيل في شهر مارس. قامت هالة أبو علي طالبة ماجستير في تحلية ومعالجة المياه وعضوة بالفريق، بجولات في محطات مياه صرف صحي عديدة في البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية. حيث يبحث العلماء عن حمض نووي ريبوزي، المادة الوراثية للفيروس. قالت هالة "لقد وجدنا ارتباطا بين تركيز الحمض النووي الريبوزي للفيروس وعدد المرضى الذين جاءت نتيجة اختبارهم إيجابية للمرض في كل منطقة". تنقسم محطات الصرف الصحي إلى مراحل مختلفة من تنقية المياه، حتى تصل المياه إلى مستوى يمكن خلاله استخدامها مرة أخرى لأغراض مختلفة. تم أخذ عينات من كل مرحلة في عملية التنقية. وتستغرق نتائح المعمل حوالي ثماني ساعات. وفقا لفريق البحث، يمكن العثور على الفيروس بمستويات عالية جدا عندما تكون مياه الصرف في المرحلة الأولى من التنقية، من أنابيب الصرف مباشرة. ومع كل مرحلة من التنقية تمر بها المياه، ينخفض تواجد الفيروس. ولا تعد دراسة بن جوريون هي الدراسة الوحيدة، حيث يحاول باحثون آخرون في جميع أنحاء البلاد تحديد بقاء (كوفيد-19) في مياه الصرف ومياه الشرب. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، ليس هناك استنتاج واضح حتى الآن بخصوص هذه المسألة، ولكنها تعتقد أنه من الممكن إيجاد الفيروس في فضلات الإنسان. وأثبتت دراسات مماثلة في أماكن أخرى نفس الارتباط. قال الأستاذ درور أفيسار مدير مركز أبحاث المياه في جامعة تل أبيب، إن "البحث يحاول تطوير نظرية جديدة، هذا جيد ولكنه لن يحل المشكلة". تهدف العديد من الدراسات إلى تحديد اماكن تفشي الفيروس عن طريق رصد مستويات الفيروس. أحد أكبر التحديات التي يمثلها (كوفيد-19) هي الفترة الطويلة نسبيا، حيث يظل حاملو الفيروس بلا أعراض و التالي من الممكن ان ينتشر المرض بين السكان إلى حد كبير. هذا الانتقال الصامت يحير الباحثين والفرق الطبية حول العالم. قالت هالة أبو علي لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لأنه يمكن تحديد الفيروس بشكل مباشر في البراز، حتى قبل ظهور الأعراض على الجسم، فإن هذا تحذير مبكر لديك وسوف يساعدنا في توقع ما إذا كان الفيروس سيعود مرة أخرى أم لا". مراقبة مياه الصرف ليس جديدا. لقد تم دراسة وجود أمراض في مياه الصرف لعقود. منذ أعوام قليلة، رصد نظام مراقبة الصرف الصحي الإسرائيلي، تفشي مرض شلل الأطفال، الذي كان يعتقد في السابق أنه تم القضاء عليه في البلاد. وأدت هذه الاستنتاجات إلى جهود متضافرة من الحكومة لزيادة معدلات التطعيم ضد المرض. قامت منظمة الصحة العالمية بمراقبة الصرف الصحي في دول افريقية عديدة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب توقع تفشي مرض شلل الأطفال. ووفقا لباحثون حول العالم، هناك قائمة من مسببات الأمراض يمكن رصدها في أنظمة الصرف الصحي. قال أفيسار لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إذا كان الفيروس يبقى في مياه الصرف، وإذا كان ينقل العدوى بشكل مباشر أو من خلال الحيوانات، فيجب معالجة مياه الصرف وإلا سنجد أنفسنا في دائرة لا متناهية من تفشي المرض". ومثل أي دولة أخرى، وجدت إسرائيل نفسها في فترة مضطربة بين تخفيف القيود والحاجة لفرض قيود جديدة، حيث إن مستويات الفيروس تتغير، مراقبة الصرف من الممكن أن تكون أداة فعالة. قالت هالة أبو علي "في المستقبل، سوف يطلب من محطات تنقية مياه الصرف، تقديم عينات أسبوعية أو شهرية إلى وزارة الصحة للكشف عن فيروس كورونا". وأضافت "نستطيع تحديد المنطقة التي يوجد بها مرضى ونستطيع اتباع جميع تدابير السلامة الاحترازية التي تضعها وزارة الصحة لجميع الأشخاص في هذه المنطقة، سواء كان بالحجر أو إجراء اختبارات". من الممكن أن يمثل هذا البحث تغيرا واضحا في كيفية صياغة الحكومات لسياسة تسمح بتدفق نسبي للاقتصاد والروتين، مع التعايش مع الفيروس. تم إجراء هذا البحث بالتعاون مع قسم التكنولوجيا الحيوية في جامعة بن جوريون ومع وزارة الصحة الإسرائيلية.

مشاركة :