شهدت الأسواق الأميركية ارتفاعات قياسية لأسهم التكنولوجيا التي لا يبدو أنها ستتوقف قريبا، ولكن هل يضعنا هذا الأداء المتواصل من المكاسب القوية على أعتاب فقاعة قد تنفجر قريبا، كما حدث نهاية التسعينيات من القرن الماضي؟ وترتفع الأصوات المحذرة من تشكيل فقاعة بأسهم التكنولوجيا الأميركية قد تنفجر في أي لحظة. أساس هذه المخاوف هو الارتفاعات المدهشة لأسهم قطاع التكنولوجيا الأميركي وبالأخص مؤشر أسهم FANMAG تحديدا مقارنة بباقي الأسهم. FANMAG هي اختصار لأكبر شركات التكنولوجيا الأميركية، فيسبوك، أمازون، نتفلكس، مايكروسوفت، أبل وغوغل. تمثل هذه الشركات أكثر من 47% من وزن مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا. وبفضل ارتفاعاتها الكبيرة تجاوز مؤشر ناسداك جميع خسائر جائحة كورونا، بل تجاوز قمم ما قبل كورونا كأول المؤشرات المالية في العالم. وبالأرقام ارتفع مؤشر ناسداك من أدنى مستوياته التي سجلها في أواخر مارس الماضي وبنسبة 60%. وتجاوزت ارتفاعات بعض الأسهم حدود الـ 65%، في أربعة أشهر مثل سهم نتفليكس. أما النجم فهو سهم أمازون الذي ارتفع بتسعين في المئة منذ منتصف مارس الماضي. ولعل ارتفاع مكررات الربحية لهذه الأسهم بشكل كبير أحد أسباب التحذيرات من وقوع الأسوأ، فسهم شركة أمازون يتداول على مكرر ربحية وصل إلى 150 مرة، في حين كان يتداول على مكرر 80 بداية العام. ومن أشهر المحذرين بانفجار فقاعة التكنولوجيا الملياردير مارك كوبن، الذي ذكر أن حركة أسهم التكولوجيا مقارنة بتقييماتها حاليا تشابه إلى حد كبير انفجار فقاعة التكنولوجيا في أواخر التسعينيات. ما أثار حفيظة هذا الملياردير هو عندما بدأت ابنته الصغيرة تسأل عن أي الأسهم التكنولوجية عليها شراؤها. تاريخيا؛ تجاوز أداء أكبر الأسهم التكنولوجية نظيراتها من القطاع المالي في حادثتين فقط الأزمة المالية العالمية وفقاعة التكنولوجيا في أواخر التسعينيات ما ينذر بفترة صعبة، إضافة إلى عوامل أخرى مثل اقتراب أسعار الذهب من أعلى أسعارها تاريخيا ما يعكس توجه العديد من المستثمرين إلى التحوط من الأسوأ، وهنا السؤال بالنسبة لكثيرين هو: متى تنفجر الفقاعة وليس هل توجد فقاعة؟
مشاركة :