مقالات النادبين ومدرسة التلاوة (4)

  • 7/15/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حمل عدد مجلة الهلال هذا الشهر "يونيو 2015" ملفاً بعنوان "صعود وانهيار دولة التلاوة في مصر" تضمَّن أربع مقالات على التوالي: "قارئات القرآن في مصر بين الحضور والمنع" لعصمت النمر - تعيد أي المقالة ما ذكر في كتاب "ألحان السماء" -1959- لمحمود السعدني وبعض ما ورد في تقارير صحفية- والمقالة الثانية "الشيخ محمد رفعت: سيد قراء الزمان" لنصير شمة، والثالثة تحمل عنوان الملف "قيام وانهيار دولة التلاوة في مصر" لنبيل حنفي محمود. وأما الرابعة "أربعة أسباب لتراجع مدرسة التلاوة المصرية لصالح الخليج" لياسمين فراج. وأعرض لعوامل وأسباب قيام وانهيار "دولة ألحان السماء" بحسب مقالتي محمود وفراج. حيث أتابع كل واحد منهما باختصاصه الكتابي في مجال فنون الأداء والأغنيات، ما بين التأريخ عند حنفي، والتحليل التقني عند فراج. هذه الحلقة الختامية. وقد ذكرت ذلك في المقالة المنشورة كالتالي: "إذ عدت قراءة كل من المقرئَين المصريين محمود خليل الحصري "1917-1980" "أول من سجل القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم عام 1961 وعممت من إذاعة القرآن الكريم المصرية حتى عام 1981 رغم تسجيله رواية ورش عن نافع 1964 ورواية قالون عن نافع عام 1968" في تسجيلاته للقرآن الكريم تعليمية فهو أقرب إلى مرتبة التحقيق "الطويل، 1999، ص: 130"، ومحمد صدِّيق المنشاوي "1920-1969" الملقب ب"الصوت الباكي" -المفضل بشكل كبير عند قراء نجد-. إذ وصفت قراءته بمرتبة الترتيل أو "المصحف المرتل بتوسط المنفصل" "الطويل، 1999، ص: 127"، وسيضاف إليهما – منسياً ومهمشاً- المقرئ السوداني سعيد محمد نور -أطلق صوته في إذاعة جدة عام 1968- مرجعيات مباشرة للقراءة الكوفية برواية حفص عن عاصم" "الواصل، موقع معازف". وقد تمكن المقرئون في المملكة من استنان مدرسة خاصة بهم، وعلى غرارها في المجال الثقافي من الفنون الأدائية، فقد تمظهرت مع الشيخ عبدالله الخليفي، علي عبدالله باجابر، والشيخ عبدالرحمن السديس والشيخ سعود الشريم ثم الجيل الجديد، الذي أعد مرجعياته الخاصة في التجويد وأضافت المواهب الصوتية ما جعلها تتفرد أيضاً مثل ياسر الدوسري وناصر القطامي وسواهم.. إذن، فالمقرئ محمود خليل الحصري هو السبب في أول تسجيل كامل للقرآن الكريم برواية حفص عن عاصم عمم من إذاعة القرآن الكريم إلى مشارق ومغارب المسلمين بينما لم يسجل ذلك المقرئون قبله على قدراتهما وإمكانياتهما، وانتحائهم إلى قراءات أخرى مثل: محمد رفعت أو مصطفى إسماعيل أو عبدالباسط عبدالصمد. فقد حللت في تلك المقالة أيضاً مزايا القراءة الجديدة في القرن الواحد والعشرين: "إن المزايا التقشفية في القراءة النجدية باعتبارها الفرع من القراءة الكوفية تتخذ عناصرها مع عناصر أخرى من مقرئين سواء من الشآم أو مصر أو باكستان مثلما يعبر عن مرجعيات جيله من القراءة الذي يقطع تماماً مع الجيل السابق سواء مع القراءة التحزينية عند الخليفي أو الانفعالية عند السديس نحو مساحات مغايرة ليس في نوع النغم الموظف بل في طرق الأداء التي تكسر لعبة الأداء الانفعالي واقتصاديات التعبير نحو توظيف الجانب الحواري في الخفض والرفع، والجرأة في التمثيل والتنويع الصوتي عند مقرئين لا تسلط عليهم أنظار وأسماع العالمين". وإن أبلغ إشارة هي التدوين لأمر لم يعد قائماً أي أنه انتهى من الفعل وغدا ذاكرة أو تحول إلى رأسمال ثقافي فتمثل مرجعية أساسية في المجال الثقافي. عندما أصدر الكاتب المصري محمود السعدني كتابه "ألحان السماء" "1959" إنما يعبر بصورة أخرى عن نهاية عهد دولة التلاوة بحسب حنفي أي أن الراية تدور بين الأبطال ولا تورث!.

مشاركة :