تفاؤل غربي مشوب بالحذر تجاه الاتفاق النووي مع إيران

  • 7/15/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما امس ان الاتفاق النووي مع ايران يتيح الفرصة لاتباع مسار جديد في العلاقات مع ايران، ووعد اسرائيل المشككة في الاتفاق بعدم التخلي عنها. وقال اوباما "خلافاتنا حقيقية. لا يمكن تجاهل تاريخ من العلاقات الصعبة بين الامتين. هناك امكانية للتغيير، هذا الاتفاق يوفر فرصة للمضي في اتجاه جديد علينا ان نغتنمها"، واعدا برفع العقوبات الاميركية عن ايران التي لا تزال العلاقات الدبلوماسية مقطوعة معها منذ 35 عاما. وقال مستشهدا بالرئيس الاسبق جون كينيدي "علينا الا نتفاوض ابدا بدافع الخوف، ولكن علينا الا نخاف من التفاوض"، معتبرا ان الاتفاق المبرم في فيينا يبرهن بأن الدبلوماسية الاميركية يمكنها ان "تحدث تغييرات حقيقية ومهمة، تغييرات يمكن أن تجعل هذا البلد والعالم أكثر أمانا". وأضاف "بفضل هذا الاتفاق سيكون المجتمع الدولي قادرا على ضمان عدم تطوير ايران السلاح النووي. تم قطع جميع الطرق المؤدية الى السلاح النووي". وقال "اليوم، لان الولايات المتحدة تفاوض من موقع القوة والمبدأ، اوقفنا انتشار الاسلحة النووية في هذه المنطقة". ولكنه قال انه اذا لم تحترم ايران التزاماتها فسيتم فرض "كل العقوبات" مجددا. وقال اوباما "هذا الاتفاق ليس قائما على الثقة، انه قائم على التحقق. المفتشون سيكونون قادرين على الوصول الى المنشآت النووية الايرانية الرئيسية 24 ساعة على 24 ساعة". وحذر اوباما الكونغرس الاميركي من اتخاذ قرار "غير مسؤول" برفض الاتفاق مؤكدا انه سيستخدم الفيتو في حال محاولة عرقلة الاتفاق. وقال متوجها الى المشرعين "فكروا بما سيحدث في غياب مثل هذا الاتفاق" مشددا على الخطر المتمثل في سباق تسلح نووي "في المنطقة الاكثر اضطرابا في العالم". وقال "لا اشكك للحظة بانه في خلال عشر او 15 سنة فان الشخص الذي سيكون في البيت الابيض سيكون في موقع افضل مع ايران اكثر بعدا عن السلاح النووي". من جانبها قالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس امس إن الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى الدولية الست سيمنع طهران من الحصول على سلاح نووي ولن يخفف الضغط عليها فيما يتعلق بدعمها للإرهاب وغيرها من أنشطة "زعزعة الاستقرار". وقالت رايس على موقع تويتر "هذا اتفاق جيد للغاية. إنه يقطع على إيران كل الطرق لامتلاك سلاح نووي ويضمن عمليات التفتيش والشفافية اللازمة". من جهة ثانية أشاد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بالاتفاق معتبرا انه يشكل "تغييرا مهما" في العلاقات بين ايران والدول المجاورة والاسرة الدولية. وصرح هاموند في بيان "بعد اكثر من عقد من المفاوضات الصعبة ابرمنا اتفاقا تاريخيا يفرض قيودا صارمة وعمليات تفتيش للبرنامج النووي الايراني". وأضاف "نأمل، ونتوقع ان يؤدي هذا الاتفاق الى تغيير كبير في العلاقات بين ايران وجيرانها والمجتمع الدولي". وتابع وزير الخارجية البريطاني "سوف نواصل العمل بشكل وثيق مع شركائنا في الائتلاف الدولي لتشجيع ايران على لعب دور شفاف وبناء اقليميا، خصوصا في مجال مكافحة التطرف". وفي باريس رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى مؤكدا انه يدل على ان "العالم يتقدم"، داعيا طهران الى مساعدة التحالف الدولي على "انهاء" النزاع في سورية. وقال هولاند في كلمة سنوية متلفزة بمناسبة العيد الوطني في فرنسا "الآن سيكون لايران قدرات اكبر على الصعيد المالي بما انه لن تكون هناك عقوبات، علينا ان نكون يقظين جدا بشأن ما ستكون عليه ايران". وأضاف "يجب ان تظهر ايران في ما يتعلق بسورية ان هذا البلد مستعد للمساعدة على انهاء هذا النزاع". وأكد هولاند "انه اتفاق بالغ الاهمية وقع هذه الليلة ويدل على ان العالم يتقدم"، مؤكداً ان "فرنسا كانت حازمة جدا في هذه المفاوضات (ووزير الخارجية) لوران فابيوس قادها بصرامة وحزم كبيرين". وتابع "لن تحصل ايران على السلاح النووي وسنكون قادرين على التحقق مما اذا كان هناك تقصير فيمكننا اعادة العقوبات". وقال هولاند ان "فرنسا اذا كانت تريد ضمان السلام، فعليها ان تتحدث مع الجميع لكن وفق المبادئ التي تسري على الجميع. بالنسبة لايران، طالما كان التهديد النووي قائما لم يكن ذلك ممكنا. اصلا كانت ايران خاضعة لعقوبات وعندما تدعم ايران بعض المجموعات المسلحة التي تزعزع استقرار الدول فهذا غير مقبول". من جهته رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس بالاتفاق الذي وصفه ب "التاريخي" حول البرنامج النووي الايراني، قائلا انه يمكن ان يساعد على تحقيق السلام في الشرق الاوسط. وأشاد بأن "بتصميم والتزام" المفاوضين الذين ابرموا الاتفاق، فضلا عن "شجاعة القادة" الذين وافقوا عليه. وقال الامين العام للمنظمة الدولية في بيان "امل واعتقد فعلا ان هذا الاتفاق سيؤدي الى مزيد من التفاهم والتعاون حول العديد من التحديات الامنية الخطيرة في الشرق الاوسط". وأضاف انه "على هذا النحو، فيمكنه (الاتفاق) ان يكون بمثابة مساهمة حيوية للسلام والاستقرار في كل المنطقة وخارجها". وقال بان، المتواجد في اثيوبيا لحضور قمة حول الفقر، ان الامم المتحدة "تقف على اهبة الاستعداد للتعاون الكامل مع الطرفين في عملية تنفيذ هذا الاتفاق التاريخي والمهم".

مشاركة :