أكدت ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، أن مجلس إرثي للحرف المعاصرة التابع للمؤسسة، اختار حرفتي التلي والسفيفة ليبدأ منهما مشروعه في تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً، وإحياء واحد من أكثر جوانب التراث المحلي غنى، حيث استحدث برنامجاً وفتح مركزاً تحت عنوان «بدوة للتنمية الاجتماعية»، جمع تحت سقفه 77 حرفيّة من نساء المجتمع المحلي، ومضى في جهوده ليسجل اليوم أكثر من 200 تصميم مختلف استحدثه المجلس من «التلي» و«السفيفة». وأضافت: «من خلال هذه الأعمال التي تمحورت آليات إنتاجها على أساليب أصيلة تمزج الحديث والمعاصر بالتقليدي والتراثي، شكّل المجلس خط إنتاج لصناعات عصريّة متنوّعة قائمة على التلي والسفيفة، فصار للحرفيات مصدر دخل مستدام، وصار لهن منصة يمكنهن من خلالها تطوير مهاراتهن، والاطلاع على خبرات وتجارب مصممين وحرفيين من مختلف بلدان العالم»، موضحة أن مظاهر الأساليب العصرية التي استحدثها المجلس تجسدت في سلسلة من المشغولات والتصاميم التي استبدلت فيها الحرفيات سعف النخيل بجلود الإبل الملونة، وأدخلن عليها خيوط الحرير وحبال الصوف والمواد المعاد تدويرها، كما نجحن لأول مرة في توظيف تقنيات نسيج مختلفة، مثل: «المكراميه»، أو «التريكو» في أعمالهن. منتجات المجلس في «معرض لندن للتصميم» 2019 منتجات المجلس في «معرض لندن للتصميم» 2019 رؤية إبداعية ولفتت إلى أن جهد المجلس لم يتوقف عن التحديث في حرفتي السفيفة والتلي بتصاميمها التقليدية، وإنما أثبت رؤيته الإبداعية عبر إنتاج قطع فريدة متعددة الاستخدامات يمكن إعادة تقديمها عبر الأثاث والمجوهرات والألبسة وأدوات المنزل والديكور، وغيرها من المجالات التي لم يسبق أن استُخدمت فيها الحرف التقليدية، وأضافت موضحة: «وسعياً لاستقطاب الأجيال الجديدة من النساء الإماراتيات، استحدث المجلس برنامجاً متكاملاً من الدورات التدريبية وسّع من خلالها الحرف اليدوية التي ينطلق منها، حيث نظم برنامج التبادل الحرفي الذي ركزّ على حرفة التطريز الباكستاني، وتخرّجت فيه 21 متدربة، أكملن دورة أساسية وأخرى متقدمة في هذا المجال، تم توظيف بعضهنّ بعد التخرج للعمل على الحرفة ضمن برنامج (بدوة)، وأطلق مؤخراً برنامج التطريز الفلسطيني والأردني بمشاركة 15 متدربة إماراتية من 18 حتى 45 عاماً». خط خاص وأشارت بن كرم إلى أن المجلس نفذ مجموعة من المشاريع الإبداعية التي تدمج الحرف التقليدية بصناعات وتقنيات حديثة، منها مشروع «حوار الحرف»، بالتعاون مع مؤسسة «كريتيف ديالوغ» في مدينة برشلونة الإسبانية، بمشاركة عدد من المصممين الإماراتيين والإيطاليين والإسبان، تعاونوا على إنتاج أربع مجموعات حصرية تمزج ما بين فنون التلي والسفيفة - بمشاركة حرفيات برنامج بدوة - والفخار الإماراتية، والجلد الإسباني وزجاج مورانو الإيطالي، كما أطلق المجلس مشروع «مختبرات التصميم» الذي جمع عدداً من حرفيات برنامج «بدوة» والمتدربات الإماراتيات مع مصممين وفنانين محترفين من الإمارات ومختلف بلدان العالم لتبادل الخبرات في مجال الحرف والتصميم، حيث أنتجوا ثماني مجموعات متنوعة تدمج الحرف اليدوية المحلية والعالمية مع تقنيات وصناعات حديثة للوصول إلى منتجات فاخرة، وأسهم المشروعان في إطلاق أول خط منتجات للمجلس والذي ضمّ 12 مجموعة تحتوي على 78 قطعة عرضت في أهم المعارض العالمية. صورة تعبيرية لنسيج جلد الإبل باستخدام تقنية «السفيفة»(الصور من المصدر) صورة تعبيرية لنسيج جلد الإبل باستخدام تقنية «السفيفة»(الصور من المصدر) حضور عالمي وأكدت بن كرم أن المجلس كلل نجاحاته والإبداعات التي حققتها الحرفيات والمصممون العالميون باستعراض منتجاتهم في أهم المعارض حول العالم، حيث مثّل المجلس دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف في «معرض لندن للتصميم» في عام 2019، إلى جانب مشاركات متتالية عامي 2018 و2019 في معرض «بريميير فيجين» للأقمشة في العاصمة الفرنسية باريس الذي يعدّ الأكبر عالمياً، حيث عرض 50 تصميماً مستحدثاً من «التلي» بأشكال عصرية وفريدة، إلى جانب عرض مجموعة «التلي» التجريبية الجديدة، وكذلك عرض منتجاته في عدد من المعارض والمنصات الإلكترونية، كلّ هذه الجهود التي يقدمها المجلس، تلفت الانتباه إلى إبداعات المرأة الحرفيّة وقدرتها على نقل الحكاية من الماضي إلى الحاضر، وتؤكد حيوية قطاع التراث وحجم الفرص التي يحملها لتمكين المرأة وفئات مختلفة من المجتمعات المحلية.
مشاركة :