وصف الفنان سمير القلاف الأعمال الكوميدية الحالية بـ«الهشّة»، مشيراً إلى أن «الكوميديا تداعت وتراجع مستواها بشكل لافت جداً في الكويت منذ رحيل العملاق (بو عدنان) عبدالحسين عبدالرضا، وعزوف الفنانتين سعاد عبدالله وحياة الفهد عنها صوب التراجيديا»، عازياً غيابه عن المشهد الفني بسبب شح العروض التي تُقدم إليه في السنوات الأخيرة، وملمحاً إلى أنه لن يطرق الأبواب بغية الحصول على عمل، بل يفضّل الجلوس في البيت عوضاً عن ذلك. القلاف، تحدث لـ«الراي» بمرارة عمّا آلت إليه الدراما الكوميدية في الوقت الراهن، قائلاً: «في السابق، كانت الكوميديا الكويتية تتصدر القائمة على المستوى الخليجي والعربي، أما الآن فقد اختفت خفة الدم فيها وغابت روح الكوميديا الهادفة عبر ما يتم تقديمه من أعمال توصف بأنها كوميدية»، مستذكراً أعماله السابقة مع رواد الفن الكويتي من طراز عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي وعلي المفيدي، في مسلسلات عدة، بينها «درب الزلق» و«الأقدار» و«على الدنيا السلام» وغيرها الكثير.وتابع قائلاً: «لا تزال هذه الأعمال خالدة حتى يومنا هذا، فبالرغم من مضي عقود من الزمن عليها، إلا أنها كالمعدن الأصيل الذي لا يصدأ»، مردفاً: «لو استعرضنا تاريخ الكوميديا الكويتية بدءاً من الستينات من القرن الماضي وصولاً إلى مطلع الألفية الثالثة، لوجدنا أن البون شاسع في ما كان يقدم وقتذاك، وما يتم تقديمه حالياً». وأوضح القلاف أنه لم يُقدم أي عمل تلفزيوني منذ مشاركته في مسلسل «سوق الحريم» الذي عُرض على الشاشة للمرة الأولى خلال العام 2013، حيث ألّفه أيمن الحبيل وأخرجه حسين أبل، وكانت البطولة النسائية طاغية على أحداثه، خصوصاً وأنه تناول قصة أربع نساء يعملن كبائعات في سوق الحريم، ويتعرضن لمواقف مختلفة في قالب كوميدي.وعمّا إذا كان يتلقى العروض من رفاق دربه، على غرار سعد الفرج وسعاد عبدالله وحياة الفهد، للمشاركة في أعمالهم، ردّ قائلاً: «آخر عمل قدمته مع (بوبدر) الفنان القدير سعد الفرج كان في مسرحية (الطمبور) التي تم عرضها في العام 2015، وكانت من تأليف بندر طلال السعيد ومن إخراج عبدالعزيز صبر، والمسرحية حققت في حينها أصداء طيبة، لكنني لم أعاود التجربة ثانية».وأكمل: «أما بخصوص سعاد عبدالله وحياة الفهد، فلا يخفى أنهما توجهتا صوب التراجيديا منذ سنوات طويلة، وكما هو معروف لدى الجميع أنني أهوى الأعمال الكوميدية وأفضّلها على غيرها من الأعمال، وبالتالي فإنني على يقين بأن (أم طلال) و(أم سوزان) لن تترددا بمهاتفتي في حال كان هناك دور مناسب لي في أعمالهما».
مشاركة :